للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلالك، ما اختلّ الصديق، سحائب ... وبشرك، ما هبّت رياح، مواهب

وأنت شقيق الرّوح تؤثر وصلها ... إذا راعها بالهجر خلّ وصاحب

ونحن خلال القصف والعزف نجتنى ... ثما ملاه كلهنّ أطايب

وعندى لك الرّيحان زين بساطه ... بزهر كما زانت سماء كواكب

وجيش كما انجرّت ذيول غلائل ... مصندلة تختال فيها الكواعب

وقد أطلقت فيه الشمائل، وانثنت ... مفنّدة عن جانبيها الجنائب

وحافظة ماء الحياة لفتية ... حياتهم أن تستلذّ المشارب

نسربلها أخفى اللباس، وإنما ... يلفّ بها أفواهه والسّبائب

على جسد مثل الزّ برجد لم تزل ... تشاكله في لونه وتناسب

إذا استودعت حرّ اللّجين سبائكا ... تصوّب في أحشائها وهو ذائب

وفوق رءوس القوم غيم معلّق ... أنامل بيض للطبول تلاعب

ولا عائق يثنى عنانك عن هوى ... رغى جانب منه وأومض جانب

فبادر؛ فإن اليوم صاف من القذى، ... وبا ربّ يوم بادرته النوائب

وقال ابن المعتز:

لا شىء يسلى همّى سوى قدح ... تدمى عليه أوداج إبريق

فى غيم ندّ يزجى سحائبه ... برق ابتسام ورعد نصفيق

وقال الحسن بن محمد الكاتب يصف طئلا:

يا حبّذا يومنا نلهو بملهية ... تلهى بشىء له رأسان في جسد

قد شدّ هذا إلى هذا كأنهما ... من شدّة الشدّ مقرونان في صفد «١»

نظلّ نلطم خدّيه إذا ضربت ... بكلّ طاقتها لطما بلا حرد «٢»

فتسمع الصوت منه حين تضربه ... كأنه خارج من ما ضغى أسد

<<  <  ج: ص:  >  >>