للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مما كرهه إباؤك الدّنيوى لك ولها، [ورضيه الحلال الدينى له ولها] ، فنحن نعزّيك عن فائت محبوبك، ونهنّئك في الخيرة في اختيار القدر لك، ونسأل الله أن يجعلها أبدا معك فيما رضيت وكرهت، وأبيت وأتيت.

فهذا ونحوه أصوب وأسلم، إن اضطررت إليه، وتركه أحسن وأحزم، إن ملكت رأيك فيه؛ والتلطف للكتابة عما يستهجن ولا يستحسن التواجه به من أحسن الأشياء وأسدّها.

وكتب أبو الفضل بن العميد في بابه: الحمد لله الذى كشف عنا ستر الحيرة.

وهدانا لستر العورة، وجدع بما شرع من الحلال أنف الغيرة، ومنع من عضل الأمهات، كما منع من وأد البنات، استنزالا للنفوس الأبيّة، عن حميّة الجاهلية.

ثم عرّض للجزيل من الأجر من استسلم لمواقع قضائه؛ وعوّض جزيل الثواب لمن صبر على نازل بلائه؛ وهنّاك الله، الذى شرح للتقوى صدرك، ووسّع في البلوى صبرك، ما ألهمك من التسليم بمشيئته، والرضا بقضّيته، ووفّقك له من قضاء الواجب في أحد أبو يك، ومن عظم حقّه عليك؛ وجعل الله تعالى حدّه «١» ما تجرّعته من أنف «٢» ، وكظمته من أسف، معدودا يعظّم الله عليه أجرك، ويجزل به ذخرك؛ وقرن بالحاضر من امتعاضك لفعلها المنتظر من ارتماضك لدفنها «٣» ، وعوّضك من أسرّة فرشها أعواد نعشها؛ وجعل ما ينعم به عليك من بعدها من نعمة معرّى من نقمة، وما يوليك بعد قبضها من منحة مبرأ من محنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>