للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال هشام: أوجزت وملحت فيما سألت؛ فلا تردّ لك طلبة، فما سأله شيئا إلا أعطاه أكثر منه.

قال حميد بن بلال: ولى عمرو بن مسعدة فارس وكرمان، فقال له بعض أصحابه: أيها الأمير، لو كان الحياء يظهر سؤالا لدعاك حيائى من كرمك فى جميع أهليك إلى الإقبال علىّ بما يكثر به حسد عدوّى، دون أن أسألك، فقال عمرو:

لا تبغ ذلك بابتذالك ماء وجهك، ونحن نغنيك عن اراقته فى خوض السؤال، فارفع ما تريده فى رقعة يصل إليك سرا، ففعل.

وقال رجل من أهل فارس: قدم على محمد بن طيفور، وهو عامل على بلاد أصبهان لبعض أهلها: كم تقدّرون صلات محمد فى كلّ سنة للشعراء والمتوسلين؟

قالوا: مائة ألف دينار، سوى الخلع والحملان «١» .

وورد عليه يوما كتاب من بعض إخوانه فى شأن رجل استماحه له فى درجه «٢» :

أنت أعزّك الله تعالى أجلّ من أن يتوسّل بغيرك إليك، وأن يستماح جودك إلّا بك، غير أنى أذكرك بكتابى فى أمر حامله، ما شرع كرمك [من الشكر] وزرع إحسانك من الأجر، قبل الصادرين والواردين؛ فهنّاك الله تعالى ذلك، ولا زالت يد الله بجميل إحسانه ونعمته متواترة عليك.

فقال محمد للرجل: احتكم لك وله؛ فأخذ منه ألف دينار، ولمن كتب له مثلها.

وقال رجل لإبراهيم بن المهدىّ: قد أوحشنى منك تردّد غليل فى صدرى أهابك عن إظهاره، واجلّك عن كشفه، فقال له إبراهيم: لكنى أكشف لك معروفى، وأطهر إحسانى؛ فإن يكن غير هذين فى خلدك، فاكتب رقعة يخرج توقيعى؟؟؟ سرا لتقف على ما تحبّ، فبلغ كلامه المهدى فقال: هذا والله غاية الكرم.

<<  <  ج: ص:  >  >>