أقامت به حتى ذوى العود فى الثّرى ... وساق الثّريّا فى ملاءته الفجر
قال أبو العباس: هذا لعمرى نهاية الخبرة؛ وذو الرمة أبدع الناس استعارة، وأبرعهم عبارة، إلا أنّ الصواب حتى «ذوى العود والثرى» ؛ لأن العود لا يذوى ما دام فى الثرى، وقد أنكره على ذى الرمة غير ابن المعتز. قال أبو عمرو ابن العلاء: كانت يدى فى يد الفرزدق فأنشدته هذا البيت، فقال: أرشدك أم أدعك؟ قال: فقلت: بل أرشدنى، فقال: إنّ العود لا يذوى فى الثّرى، والصواب «حتى ذوى العود والثرى» .
قال الصولى: وكأنه نبه على ذى الرمة؛ فقلت: بل قوله:
ولمّا رأيت الليل والشمس حيّة ... حياة الذى يقضى حشاشة نازع