للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوة الأركان لعزّ الدولة الفاضلة، فإنّ لك فيها وفى سهمك الفائز، ومهلك البارز، عوضا عن كل مرزوء، ودركا لكل مرجوّ، ونسأل الله أن يجعلك من الشاكرين لفضله إذا أبلى، والصابرين لحكمه إذا ابتلى «١» ، وأن يجعل لك لا بك التعزية، ويقيك فى نفسك وفى ذويك الرزيّة، بمنه وقدرته.

وله إليه: ترامى إلينا خبر مصابك بفلان؛ فخلص إلينا من الاغتمام به ما يحصل فى مثله ممّن أطاع ووفى، وخدم ووالى، وعلمنا أن لفقدك مثله لوعة، وللمصاب به لذعة؛ فآثرنا كتابنا هذا إليك فى تعزيتك، على يقيننا بأنّ عقلك يغنى عن عظتك، ويهدى إلى الأولى بشيمتك، والأزيد فى رتبتك، فليحسن- أعزك الله- صبرك على ما أخذه منك، وشكرك على ما أبقى لك، وليتمكّن فى نفسك ما وفّر لك من ثواب الصابرين، وأجزل من ذخر المحسنين، وليرد كتابك مما ألهمك الله تعالى من عزاء، وأبلاكه من جميل بلاء، إن شاء الله تعالى وله إليه جواب: وصل كتابك- أعزّك الله تعالى- مفتتحا بالتعزية عن فلان، وبوصف توجّعك للمصيبة، ونحن نحمد الله تعالى الذى ينعم فضلا، ويحكم عدلا، ويهب إحسانا، ويسلب امتحانا، على مجارى قضيّته كيف حرت آخذة ومعطية، ومواقع مشيئته كيف مضت سارّة ومسيئة، حمد عالمين أن لا حكم إلا له، ولا حول إلا به، ومستمسكين بما أمر به عند المساءة من الصبر، والمسرة من الشكر، راجين ما أعده الله من الثواب للصابرين، والمزيد للشاكرين.

وما توفيقنا إلا بالله عليه نتوكل وإليه ننيب «٢» ، وأما وحشتك- أعزك الله- للحادث على الماضى، عفا الله عنه، فمثلك من ذوى الصفاء والوفاء اختصّ بذلك واهتم له، وعرف مثله فاغتمّ به؛ فإن الطاعة نسب بين أوليائها، والنعمة سبب بين أبنائها،

<<  <  ج: ص:  >  >>