لم تجر كفّك في البياض موقّعا ... إلّا تجلّت عن يد بيضاء
قرم يداه وقلبه ما منهما ... فى النظم والإعطاء إلا الطائى «١»
وقال فيه أيضا:
كلام الأمير النّدب في ثنى نظمه ... ينوب عن الماء الزلال لمن يظما «٢»
فنروى متى نروى بدائع نظمه ... ونظما إذا لم نرو يوما له نظما
وكتب إليه أيضا:
أقول وقد جادت جفونى بأدمع ... كأنى قد استمليتهنّ من السّحب
وقد علقت بى للنزاع نوازع ... كتبن معاناة العناء على قلبى
إلى سيّد أوفى على الشّمس قدره ... وزادت معاليه ضياء على الشهب
أبى الفضل من راحت فواضل كفّه ... وراحته تربى على عدد الترب «٣»
سقى الله أرضا حلّ فيها سحائبا ... كنائله الفيّاض أو لفظه العذب
سحائب يحدوها نسيم كخلقه ... ويقدمها برق كصارمه العضب «٤»
ولا زال أفلاك السعود مطيفة ... بحضرته تنتابها وهو كالقطب
وقال أبو منصور الثعالبى للأمير أبى الفضل:
لك في الفضائل معجزات جمّة ... أبدا لغيرك في الورى لم تجمع
بحران بحر في البلاغة شابه ... شعر الوليد وحسن لفظ الأصمعى «٥»
كالنّور أو كالسّحر أو كالدّرّ أو ... كالوشى في برد عليه موشّع «٦»
شكرا فكم من فقرة لك كالغنى ... وافى الكريم بعيد فقر مدقع «٧»