للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو العيناء، ذكرت لبعض القيان فعشقتنى على السماع، فلما رأتنى استقبحتنى، فقلت:

وشاطرة لما رأتنى تنكّرت ... وقالت: قبيح أحول ما له جسم

فإن تنكرى منى أحولا لا فإنّنى ... أديب أريب لا عيىّ ولا فدم «١»

[فاتصل بها الشعر،] فكتبت إلى: إنّا لم نرد أن نولّيك ديوان الزمام! وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى كتب إلى عدى بن أرطاة «٢» : إن قبلك رجلين من مزينة- يعنى بكر بن عبد الله، وإياس بن معاوية- فولّ أحدهما قضاء البصرة؛ فأحضرهما، فقال بكر: والله ما أحسن القضاء؛ فإن كنت صادقا فما تحلّ توليتى، وإن كنت كاذبا فذلك أوجب لتركى، فقال إياس:

نكم وقفتموه على شفير جهنّم، فافتدى منها بيمين يكفرها، ويستغفر الله تعالى امنها، فقال له عدىّ: أما إذ اهتديت لها فأنت أحقّ بها، فولّاه.

ودخل إياس الشام وهو غلام صغير، فقدّم خصما له إلى بعض القضاة، وكان الخصم شيخا، فصال عليه إياس بالكلام، فقال له القاضى: خفّض عليك فإنه شيخ كبير، قال: الحقّ أكبر منه، قال: اسكت! قال: فمن ينطق بحجّتى؟

قال: ما أراك تقول حقّا، قال: لا إله إلا الله! فدخل القاضى على عبد الملك فأخبره؛ فقال: اقض حاجته الساعة وأخرجه من الشام لا يفسد أهلها «٣» ! وقال أحمد بن الطيب السّرخسى تلميذ يعقوب بن إسحاق الكندى «٤» :

<<  <  ج: ص:  >  >>