وروى الزبير بن أبى بكر قال: قدمت امرأة من هذيل المدينة، وكانت جميلة، ومعها ابن لها صغير، وهي أيّم «١» ، فخطبها الناس وأكثروا، فقال فيها عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود:
أحبّك حبّا لا يحبّك مثله ... قريب ولا في العالمين بعيد
أحبّك حبّا لو علمت ببعضه ... لجدت ولم يصعب عليك شديد
وحبك يا أم العلاء متيّمى ... شهيدى أبو بكر فذاك شهيد
ويعلم وجدى القاسم بن محمد ... وعروة ما ألقى بكم وسعيد
ويعلم ما أخفى سليمان كلّه ... وخارجة يبدى لنا ويعيد
فقال له سعيد بن المسيّب: قد أمنت أن تسألنا، ولو سألتنا ما شهدنا لك بزور.
وكان عبيد الله أحد الفقهاء السبعة الذين انتهى إليهم علم المدينة، وقد ذكرهم عبيد الله في هذه الأبيات؛ وهم: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ابن المغيرة المخزومى. والقاسم بن [محمد بن] أبى بكر الصديق، وعروة بن الزبير ابن العوام، وسعيد بن المسيب بن حزن، وسليمان بن يسار، وخارجة بن زيد ابن ثابت الأنصارى.
وقيل لعبيد الله: أتقول الشعر على شرفك؟ فقال: لابد للمصدر أن ينفث «٢» ؛ وعبيد الله هو القائل:
شققت القلب ثم ذررت فيه ... هواك فليم والتأم الفطور «٣»