للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصفت فيها التي هويت على ال ... وهم ولم نختبر ولم نذق

إلّا بأخبارك التي وقعت ... منك إلينا عن ظبية البرق

حاشا لسوداء منظر سكنت ... ذراك إلّا عن مخبر يقق

وهذا المعنى أومأ إليه النابغة إيماء خفيّا تذهب معرفته عن أكثر الناس، ولو آثر النابغة ترك الاختصار، وهمّ بكشف المعنى وإيضاحه، ما زاد على هذا الكشف الذى كشفه ابن الرومى:

وأصحاب المعانى ينشدون للفرزدق:

وجفن سلاح قد رزئت فلم أنح ... عليه ولم أبعث عليه البواكيا

وفي بطنه من دارم ذو حفيظة ... لو ان المنايا أنسأته لياليا «١»

ومعناه عندهم أنه رثى امرأة توفّيت حاملا، فقال على بن العباس وقد وصف هذه المرأة السوداء:

أخلق بها أن تقوم عن ذكر ... كالسيف يفرى مضاعف الحلق

إنّ جفون السيوف أكثرها ... أسود والحقّ غير مختلق

فهذه زيادة بينة، وعبارة واضحة، لم تحتج إلى تفاسير أصحاب المعانى، وقال مما لم ينشده المتنبى:

غصن من الآبنوس ركّب فى ... مؤتزر معجب ومنتطق

يهتزّ من ناهديه فى ثمر ... ومن دواجى ذراه في ورق

وهذا معنى قد بلغ قائله من الإجادة، فوق الإرادة، وامتثل أبو الفضل الهاشمى ما أشار به ابن الرومى، فأولدها، فأنجبت.

وفي معنى قول الفرزدق قال الطائى وأحسن وذكر ولدين توأمين ماتا لعبد الله ابن طاهر:

<<  <  ج: ص:  >  >>