للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلو نظمت الثربا ... والشّعريين قريضا

وكاهل الأرض ضربا ... وشعب رضوى عروضا

وصغت للدر ضدّا ... وللهواء نقيضا

بل لو جلوت عليه ... سود النوائب بيضا

أو ادّعيت الثريّا ... لأخمصيه حضيضا

والبحر عند لهاه ... يوم العظاء مغيضا

لما كنت إلّا في ذمة القصور، وجانب التقصير، فكيف وأنا قاعد الحالة فىّ المدح، قاصر الآلة عن الشّرح؟ ولكنى أقول: الثناء منجح أنّى سلك، والسخى جوده بما ملك، وإن لم تكن غرّة لائحة فلمحة دالة، وإن لم يكن صدّاء فماء «١» ، وإن لم يكن خمر فخلّ، وإن لم يصبها وابل فطلّ، وبذل الموجود غاية الجود، وبعض الجهد آخر المجهود، وماش خير من لاش «٢» ، ووجود ما قلّ خير من عدم ما جلّ. وقليل في الجيب خير من كثير في الغيب، وجهد المقل خير من عذر المخل، وحمار أيس خير من فرس ليس «٣» ، وكوخ في العيان خير من قصر في الوهم. وزيت «٤» خير من ليت، وما كان أجود من لو كان، وقد قيل: عصفور في الكف أجود من كركى في الجو، ولأن «٥» تقطف خير من أن تقف، ومن لم يجد الجميم رعى الهشيم «٦» ، ومن لم يحسن صهيلا نهق، ومن لم يجد ماء تيمّم؛ والأمير الرئيس- أدام الله نعماه! - لا ينظر في قوافى صنيعته إلى ركاكة ألفاظها، وبعد أغراضها، ولكن إلى كثرة جذرها «٧» ، وثقل مهرها، وقلّة

<<  <  ج: ص:  >  >>