للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملك العيون؛ فإن بدا أعطينه ... نظر المحب إلى الحبيب المقبل

وقال إسحاق بن خلف النهروانى لأبى دلف، وكان له فرس أدهم يسميه غرابا:

كم كم تجرّعه المنون ويسلم ... لو يستطيع شكا إليك له الفم

من كل منبت شعرة من جلده ... خطّ ينمّقه الحسام المخذم «١»

ما تدرك الأرواح أدنى جريه ... حتى يفوت الريح وهو مقدّم

رجعته أطراف الأسنّة أشقرا ... واللون أدهم حين ضرّجه الدّم

وكأنما عقد النّجوم بطرفه ... وكأنّه بعرى المجرّة ملجم

وقال أبو الطيب:

جفتنى كأنّى لست أنطق قومها ... وأطعنهم والشّهب في صور الدّهم

وقال أبو الفتح كشاجم:

قد راح تحت الصّبح ليل مظلم ... إذ لاح في السّرج المحلّى الأدهم

ديباج ألوان الجياد، ولم يكن ... ليخصّ بالديباج إلّا الأكرم

ضحك اللّجين على سواد أديمه ... وكذا الظلام تنير فيه الأنجم

فكأنه ببنات نعش ملبب ... وكأنّما هو بالثريّا ملجم

قلت: هذا من قول ابن المعتزّ:

ألا فاسقيانى والظلام مقوّض ... ونجم الدّجى تحت المغارب يركض

<<  <  ج: ص:  >  >>