للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنّ أبا العتاهية أتى فشبب بأبيات يسيرة، ثم قال: إنّ المطايا تشتكيك لأنّها ...

وأنشد الأبيات. وكان أبو العتاهية لمّا مدحه بهذا الشعر تأخّر عنه برّه قليلا، فكتب إليه يستبطئه:

أصابت علينا جودك العين يا عمر ... فنحن لها نبغى التمائم والنّشر «١»

أصابتك عين في سخائك صلبة ... ويا ربّ عين صلبة تفلق الحجر

سنرقيك بالأشعار حتى تملها ... فإن لم تفق منها رقيناك بالسّور

وقال:

يابن العلاء ويابن القرم مرداس ... إنى مدحتك في صحبى وجلّاسى «٢»

أثنى عليك ولى حال تكذّبنى ... فيما أقول فأستحيى من النّاس

حتى إذا قيل: ما أولاك من صفد ... طأطأت من سوء حالى عندها راسى «٣»

فأمر حاجبه أن يدفع إليه المال، وقال: لا تدخله علىّ، فإنى أستحيى منه.

وذكر بعض الرواة أنّ المهدى خرج متصيّدا، فسمع رجلا يتغنّى من القصيدة التى مرّت منها الأبيات في عمر بن العلاء آنفا:

يا من تفرّد بالجمال فما ترى ... عينى على أحد سواه جمالا

أكثرت في قولى عليك من الرّقى ... وضربت في شعرى لك الأمثالا

فأبيت إلّا جفوة وقطيعة ... وأبيت إلّا نخوة ودلالا

بالله قولى إن سألتك واصدقى ... أوجدت قتلى في الكتاب حلالا

أم لا، ففيم جفوتنى وظلمتنى ... وجعلتنى للعالمين نكالا

كم لائم لو كنت أسمع قوله ... قد لامنى ونهى وعدّ وقالا

<<  <  ج: ص:  >  >>