للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما مرّ من يوم علىّ كيومها ... وإن عظمت أيام أخرى وجلت

فيا عجبا للقلب كيف اعترافه ... وللنفس لما وطّنت كيف ذلّت

وإنّى وتهيامى بعزّة بعد ما ... تخلّيت مما بيننا وتخلّت

لكالمرتجى ظلّ الغمامة، كلّما ... تبوّأ منها للمقيل اضمحلّت

وكان كثير قصيرا دميما، ولذلك قال:

فإن أك معروق العظام فإننى ... إذا ما وزنت القوم وازن «١»

ودخل كثير على عبد الملك بن مروان في أول خلافته، فقال: أنت كثيّر؟

فقال: نعم، فاقتحمه، وقال: تسمع بالمعيدىّ لا أن تراه «٢» ! فقال:

يا أمير المؤمنين، كلّ إنسان عند محله رحب الفناء، شامخ البناء، عالى السّناء، وأنشد يقول:

ترى الرجل النحيف فتزدريه ... وفي أثوابه أسد هصور

ويعجبك الطّرير إذا تراه ... فيخلف ظنّك الرجل الطرير «٣»

بغاث الطير أطولها رقابا ... ولم تطل البزاة ولا الصقور «٤»

خشاش الطير أكثرها فراخا ... وأمّ الباز مقلاة نزور «٥»

<<  <  ج: ص:  >  >>