للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال يصف اسطرلابا:

ومستدير كجرم البدر مسطوح ... عن كلّ رافعة الأشكال مصفوح

صلب يدار على قطب يثّبته ... تمثال طرف بشكر الحذق مكبوح

ملء البنان وقد أوفت صفائحه ... على الأقاليم من أقطارها الفيح «١»

تلفى به السبعة الأفلاك محدقة ... بالماء والنار والأرضين والريح

تنبيك عن طائح الأبراج هيئته ... بالشمس طورا، وطورا بالمصابيح

وإن مضت ساعة أو بعض ثانية ... عرفت ذاك بعلم فيه مشروح

وإن تعرّض في وقت يقدره ... لك التشكك جلّاه بتصحيح

مميز في قياسات الضلوع به ... بين المشائم منها والمناجيح

له على الظهر عينا حكمة بهما ... يحوى الضياء وتنجيه من اللوح

وفي الدواوين من أشكاله حكم ... تنقّح العقل فيها أىّ تنقيح

لا يستقلّ لما فيه بمعرفة ... إلّا الحصيف اللطيف الحسّ والرّوح

حتى ترى الغيب فيه وهو مغلق ... الأبواب عمن سواه جدّ مفتوح

نتيجة الذهن والتفكير صوّره ... ذوو العقول الصحيحات المراجيح

وكان أبو شجاع فناخسرو عضد الدولة قد نكب أبا إسحاق الصابى، على تقدمه في الكتابة، ومكانه في البلاغة، واستصفى أمواله من غير إيقاع به في نفسه، فأهدى إليه في يوم مهرجان اسطرلابا في دور الدرهم، وكتب إليه:

أهدى إليك بنو الحاجات واحتشدوا ... فى مهرجان عظيم أنت تعليه

<<  <  ج: ص:  >  >>