للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو ترى الشّرب حولها من بعيد ... قلت قوما من قرّة يصطلونا «١»

وغزال يديرها ببنان ... ناعمات يزيدها الغمز لينا

كلما شئت علّنى برضاب ... يترك القلب للسرور قرينا

ذاك عيش، لو دام لى، غير أنى ... عفته مكرها وخفت الأمينا

وقال:

أعاذل أعتيت الإمام وأعتبا ... وأعربت عمّا في الضمير وأعربا

وقلت لساقيها: أجزها فلم أكن ... ليأبى أمير المؤمنين وأشربا

فجوّزها عنى سلافا ترى لها ... لدى الشّرف الأعلى شعاعا مطنّبا

إذا عبّ فيها شارب القوم خلته ... يقبّل في داج من الليل كوكبا

ترى حيثما كانت من البيت مشرقا ... وما لم تكن فيه من البيت مغربا

يدور بها رطب البنان ترى له ... على مستدار الخدّ صدغا معقربا

سقاهم ومنّانى بعينيه منية ... فكانت إلى قلبى ألذّ وأطيبا

قال الحسين بن الضحاك الخليع: أنشدت أبا نواس قولى:

وشاطرىّ اللسان مختلق التّكريه شاب المجون بالنّسك فلما بلغت فيه:

كأنما نصب كأسه قمر ... يكرع في بعض أنجم الفلك

نعر نعرة منكرة، فقلت: ما لك، فقد رعتنى؟ قال: هذا المعنى أنا أحقّ به منك؛ ولكن سترى لمن يروى! ثم أنشد بعد أيام:

إذا عبّ فيها شارب القوم خلته ... يقبّل في داج من الليل كوكبا

فقلت: هذه مطالبة «٢» يا أبا على! فقال: أتظنّ أنه يروى لك معنى مليح وأنا في الحياة؟

وقال ابن الرومى فكان أحسن منهما

ومهفهف كملت محاسنه ... حتى تجاوز منية النفس

<<  <  ج: ص:  >  >>