للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدثت بذلك يزيد بن عبد الله، فقال: ما أدرى ما قالوا، ولكنى أقول:

فاقبل من الدّهر ما أتاك به ... من قرّ عينا بعيشه نفعه

فكان أسدّهم.

والبيت للأضبط بن قريع، أنشده أبو العباس ثعلب، قال: وبلغنى أن هذه الأبيات قيلت قبل الإسلام بدهر طويل:

لكل ضيق من الأمور سعه ... والصبح والمسى لا فلاح معه «١»

ما بال من سرّه مصابك لا ... يملك شيئا من أمره وزعه

أذود عن حوضه ويدفعنى ... يا قوم، من عاذرى من الخدعه؟

حتى إذا ما انجلت عمايته ... أقبل يلحى وغيّه فجعه «٢»

قد يجمع المال غير آكله ... ويأكل المال غير من جمعه

ويقطع الثوب غير لابسه ... ويلبس الثوب غير من قطعه

فاقبل من الدّهر ما أتاك به ... من قرّ عينا بعيشه نفعه

وصل حبال البعيد إن وصل الح ... بل، وأقص القريب إن قطعه

ولا تعاد الفقير علّك أن ... تركع يوما والدهر قد رفعه «٣»

هذا البيت شبيه بما روى عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يستنشدنى قول اليهودى:

ارفع ضعيفك لا يحر بك ضعفه ... يوما فتدركه العواقب قد نما «٤»

يجزيك، أو يثنى عليك، وإنّ من ... أثنى عليك بما فعلت كمن جزى

فأنشده، فيقول: إنى فطن لها:

<<  <  ج: ص:  >  >>