للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تسمّون النبى أبا ويأبى ... من الأحزاب سطر فى سطور

يريد قول الله تعالى: (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ)

. وهذا إنما نزل فى شأن زيد بن حارثة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبنّاه، فقال له الرشيد:

ما عدوت ما فى نفسى، وأمره أن يدخل بيت المال فيأخذ ما أحبّ.

وكان يضمر غير ما يظهر، ويعتقد الرّفض، وله فى ذلك شعر كثير لم يظهر إلّا بعد موته، وبلغ الرشيد قوله:

آل النبى ومن يحبّهم ... يتطامنون مخافة القتل

أمن النصارى واليهود ومن ... من أمّة التوحيد فى أزل «١»

إلا مصالت ينصرونهم ... بظبا الصّوارم والقنا الذّبل «٢»

فأمر الرشيد بقتله [وكان حينئذ برأس العين] ، فمضى الرسول فوجده قد مات فقال الرشيد: لقد هممت أن أنبش عظامه فأحرقها. وكان يلغز فى مدحه لهرون، وإنما يريد قول النبى صلى الله عليه وسلم لعلىّ رضوان الله عليه: أنت منى بمنزلة هرون من موسى. وقال الجاحظ: وكان يذهب أولا مذهب الشّراة «٣» ، فدخل الكوفة وجلس إلى هشام بن الحكم الرافضى وسمع كلامه، فانتقل إلى الرفض، وأخبرنى من رآه على قبر الحسين بن على رضى الله عنهما ينشد قصيدته التى يقول فيها:

فما وجدت على الأكتاف منهم ... ولا الأقفاء آثار النّصول «٤»

ولكنّ الوجوه بها كلوم ... وفوق حجورهم مجرى السيول

أريق دم الحسين ولم يراعوا ... وفى الأحياء أموات العقول

فدت نفسى جبينك من جبين ... جرى دمه على خد أسيل

أيخلو قلب ذى ورع ودين ... من الأحزان والألم الطويل

<<  <  ج: ص:  >  >>