للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومستوحش لم يمس فى دار غربة ... ولكنّه ممن يحبّ غريب

طواه الهوى واستشعر الوصل غيره ... فشطّت نواه والمزار قريب «١»

سلام على الدار التى لا أزورها ... وإن حلّها شخص إلىّ حبيب

وإن حجبت عن ناظرىّ ستورها ... هوى تحسن الدّنيا به وتطيب

هوى تضحك اللذات عند حضوره ... ويسخن طرف اللهو حين يغيب

تثنّى به الأعطاف حتى كأنه ... إذا اهتزّ من تحت الثياب قضيب

ألم تر صمتى حين يجرى حديثه ... وقد كنت أدعى باسمه فأجيب

رضيت بسعى الدهر بينى وبينه ... وإن لم يكن للعين فيه نصيب

أحاذر إن واصلته أن ينالنى ... وإياه سهم للفراق مصيب

أرى دون من أهوى عيونا تريبنى ... ولا شك أنى عندهنّ مريب

أدارى جليسى بالتجلّد فى الهوى ... ولى حين أخلو زفرة ونحيب

وأخبر عنه بالذى لا أحبّه ... فيضحك سنّى والفؤاد كئيب

مخافة أن تغرى بنا ألسن العدا ... فيطمع فينا كاشح فيعيب

كأن مجال الطّرف فى كل ناظر ... على حركات العاشقين رقيب

أرى خطرات الشوق يبكين ذا الهوى ... ويصبين عقل المرء وهو لبيب

وكم قد أذلّ الحبّ من متمنّع ... فأضحى وثوب العزّ منه سليب

وإن خضوع النفس فى طلب الهوى ... لأمر، إذا فكرت فيه، عجيب

فلم ينطق بحرف.

ولأبى شراعة يمدح بنى رياح:

بنى رياح أعاد الله نعمتكم ... خير المعاد وأسقى ربعكم ديما «٢»

<<  <  ج: ص:  >  >>