وما هى أهل إذ أصابتك بالبلى ... لسقيا، ولكن من حوى ذلك القبر
أخذ هذا البيت [الأول] الراضى فقال يرثى أباه المقتدر:
بنفسى ثرى ضمّنت فى ساحة البلى ... لقد ضمّ منك الغيث والليث والبدرا
فلو أنّ عمرى كان طوع مشيئتى ... وأسعدنى المقدور قاسمتك العمرا
ولو أنّ حيّا كان قبرا لميت ... لصيّرت أحشائى لأعظمه قبرا
هذا البيت ينظر إلى قول المتنبى:
حتى أتوا جدثا كأن ضريحه ... فى قلب كلّ موحّد محفور
لما حملت قطر الندى بنت خمارويه بن [أحمد بن] طولون إلى المعتضد كتب معها أبوها إليه يذكره بحرمة سلفها [بسلفه] ، ويذكر ما ترد عليه من أبّهة الخلافة، وجلالة الخليفة، ويسأل إيناسها وبسطها، فبلغت من قلب المعتضد لما زفّت إليه مبلغا عظيما، وسرّ بها غاية السرور، وأمر الوزير أبا القاسم عبيد الله ابن سليمان بن وهب بالجواب عن الكتاب، فأراد أن يكتبه بخطّه، فسأله أبو الحسين بن ثوابة أن يؤثره بذلك ففعل؛ وغاب أياما وأتى بنسخة يقول فى فصل