للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى المعاوضة، ومن التخلّف فى الموازنة، وعلى الأحوال كلّها، فقدّم الله روحى عنك، وصاننى عن رؤية المكروه فيك.

وقال المتنبى:

فدى لك من يقصّر عن مداكا ... فلا ملك إذن إلّا فداكا

ولو قلنا فدى لك من يساوى ... دعونا بالبقاء لمن قلاكا

وآمنّا فداءك كلّ نفس ... وإن كانت لمملكة ملاكا

[وقال عبيد الله بن شبيب: كتب إلىّ بعض إخوانى من أهل البصرة كتابا ملح فيه وأوجز، وهو: أطال الله بقاءك، كما أطال خباءك، وجعلنى فداك إن كان فىّ فداؤك.

كتبت ولو قدرت هوى وشوقا ... إليك لكنت سطرا فى كتابى]

وكتب آخر إلى إبراهيم وأحمد ابنى المدبّر، وقد أصابتهما محنة ثم أردفتها نعمة: لو قبلت فيكما، ودانيت قدريكما، لقلت: جعلنى الله فداكما، ولكنى لا أجزى عنكما، فلا أقبل بكما، وقد بلغتنى المحنة التى لو مات إنسان غمّا بها لكنته [ثم اتصلت النعمة التى لو طار امرؤ برحابها لكنته] وكتب تحته:

وليس بتزويق اللسان وصوغه ... ولكنّه قد خالط اللّحم والدّما

وكتب ابن ثوابة إلى عبيد الله بن سليمان يعتذر فى ترك مكاتبته بالتفدية [الله يعلم، وكفى به عليما، لقد وددت مكاتبتك بالتفدية] فرأيت عيبا أن أفديك بنفس لابدّ لها من فناء، ولا سبيل لها إلى بقاء، ومن أظهر لك شيئا وأضمر لك خلافه فقد غشّ؛ والأمر إذا كانت الضرورة توجب أنه ملق «١» لا يحقق، وإعطاء لا يتحصّل، لم يجب أن يخاطب به مثلك، وإن كان عند قوم نهاية من نهايات التعظيم، ودليلا من دلالات الاجتهاد، وطريقا من طرق التقرّب.

قال الزبير بن أبى بكر: قال لى مسلمة بن عبد الله بن جندب الهذلى: خرجت أريد العقيق ومعى زيّان السوّاق؛ فلقينا نسوة فيهن امرأة لم أر أجمل منها فأنشدت بيتين لزيّان:

<<  <  ج: ص:  >  >>