للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهمّوا بقتلهما، فنهاهم بنو رزام، وأبى بنو هلال إلا قتلهما، وأقبل رجل من بنى رزام فألقى على حراش رداءه، وشغل القوم بقتل عروة، وقال الرجل لخراش: انجه، فنجا إلى أبيه، فأخبره الخبر، ولا تعرف العرب رجلا مدح من لا يعرفه غيره:

حمدت إلهى بعد عروة إذ نجا ... خراش وبعض الشر أهون من بعض

فوالله لا أنسى قتيلا رزنته ... بجابب قوسى ما مشيت على الأرض

بلى إنّها تعفو الكلوم، وإنما ... نوكّل بالأدنى وإن جلّ ما يمضى «١»

ولم أدر من ألقى عليه رداءه ... سوى أنّه قد سلّ عن ماجد محض

ولم يك مثلوج الفؤاد مهبّجا ... أضاع الشباب فى الرّبيلة والخفض «٢»

ولكنه قد لوّحته مخامص ... على أنه ذو مرّة صادق النهض

كأنهم يشّبّثون بطائر ... خفيف المشاس عظمه غير ذى نحض

يبادر فوت الليل نهو مهابذ ... يحثّ الجناح بالتبسّط والقبض

الربيلة: الخفض والدعة، والمهابذ: المجتهد فى العدو والطيران.

وقال أبو خراش يرثى أخاه عروة:

تقول أراه بعد عروة لاهيا ... وذلك رزء لو علمت جليل

فلا تحسبى أنى تناسيت عهده ... ولكنّ صبرى يا أميم جميل

ألم تعلمى أن قد تفرّق قبلنا ... خليلا صفاء مالك وعقيل

وأنّى إذا ما الصبح أنسيت ضوءه ... يعاودنى قطع علىّ ثقيل

[أبى الصبر أنى لا أزال يهيجنى ... مبيت لنا فيما مضى ومقيل]

مالك وعقيل اللذان ذكرهما نديما جذيمة الأبرش، وكانا أتياه بابن أخته عمرو،

<<  <  ج: ص:  >  >>