للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتذمّ؛ فمن مدح به جعله أصلا، كما أن البيضة أصل الطائر. ومن ذم به أراد أن لا أصل له. قال الراعى يهجو عدىّ بن الرقاع العاملى «١» :

يا من توعّدنى جهلا بكثرته ... متى تهددنى بالعزّ والعدد

أنت امرؤ نال من عرضى وعزته ... كعزة العير يرعى تلعة الأسد «٢»

لو كنت من أحد يهجى هجوتكم ... يابن الرّفاع ولكن لست من أحد

تأبى قضاعة أن ترضى لكم نسبا ... وابنا نزار؛ فأنتم بيضة البلد

وقال أبو عبيدة: عاملة بن عدى بن الحارث بن مرة بن أد [بن زياد] ابن يشجب، يطعن في نسبه من قحطان، ويقال: هو عاملة بن معاوية بن قاسط ابن أهيب؛ فلذلك قال الراعى هذا. ويقال: إن جندل بن الراعى قالها وقد قال يحيى بن أبى حفصة الأموى في عاملة:

ولسنا نبالى نأى عاملة التى ... أجدّبها من نحو بصرى انحدارها

تدافعها الأحياء حتى كأنها ... ثياب بدا للمشترين عوارها

قذفنا بها لمّا نأت قذف حاذف ... بسود حصى خفّت عليه صغارها

ويشبه قول على رضي الله عنه «وعففت عن أثوابه» قول عنترة بن شداد العبسى:

هلّا سألت الخيل يابنة مالك ... إن كنت جاهلة بما لم تعلمى

يخبرك من شهد الوقيعة أننى ... أغشى الوغى وأعفّ عند المغنم

وقال حبيب بن أوس الطائى:

إنّ الأسود أسود الغاب همّتها ... يوم الكريهة في المسلوب لا السلب «٣»

<<  <  ج: ص:  >  >>