للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالوا: أتيح له نائما ... أغرّ السلاح عليه أجالا «١»

أتيح له نمرا أجبل ... فنالا لعمرك منه ونالا

فأقسم يا عمرو لو نبّهاك ... إذا نبّها منك داء عضالا

[إذا نبّها ليث عرّيسة ... مبيدا مفتيا نفوسا ومالا]

إذا نبّها غير رعيدة ... ولا طائشا دهشا حين صالا

هما مع تصرف ريب المنون ... من الدهر ركنا شديدا أمالا

وقالوا: قتلناه فى غارة ... بآية أن قد ورثنا النّبالا

فهلّا إذا قبل ريب المنون ... فقد كان فذّا وكنتم رجالا

وقد علمت فهم عند اللقاء ... بأنهم لك كانوا نفالا

كأنهم لم يحسّوا به ... فيخلوا نساءهم والحجالا

ولم ينزلوا بمحول السنين ... به فيكونوا عليه عيالا

وقد علم الضيف والمرملون ... إذا اغبرّ أفق وهبّت شمالا

وخلّت عن اولادها المرضعات ... ولم تر عين لمزن بلالا

بأنّك كنت الربيع المغيث ... لمن يعتفيك وكنت الثّمالا «٢»

وخرق تجاوزت مجهوله ... بوجناء حرف تشكي الكلالا «٣»

[فكنت النهار به شمسه ... وكنت دجى الليل فيه هلالا

وحىّ صبحت وحىّ أبحت ... غداة اللقاء منايا عجالا

وكم من قبيل وإن لم تكن ... أردتهم منك باتوا وجالا

قال عمرو بن شبة: وكان عمرو بن عاصم هذا يغزو فهما فيصيب منهم، فوضعوا له رصدا على الماء، فأخذوه فقتلوه، ثم مرّوا بأخته جنوب، فقالوا: أخاك! فقالت: لئن طلبتموه لتجدنّه [منيعا، ولئن ضفتموه لتجدنّه مريعا، ولئن وعدتموه

<<  <  ج: ص:  >  >>