للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

افتضّ عذره السياسة لدىّ، بتعرض بعض المختلفة إلى، وجعل يعرضه للهلاك، ويتسبب إليه بمال الأتراك، وجعلت أكاتبه مرة وأقصده أخرى، وأذكّره أن الراكب ربما استنزل، والوالى ربما عزل، ثم يجف ريق الخجل على لسان العذر، فتبقى الحزازة فى الصدر، وما يجمعنى والشيخ إن كان زاده قولى إلا علوّا فى تحكمه، [وغلوّا فى تهكمه] وجعل يمشى الجمزى فى ظلمه؛ [ويبرأ إلىّ من علمه] ، فأقول- إذا رأيت ذلّة السؤال منى وعزّة الرد منه لى-:

قل لى متى فرزنت سر ... عة ما أرى يا بيذق «١»

وما أضيع وقتا فيه أضعته، وزمانا بذكره قطعته، هلمّ إلى الشيخ وشرعته، فقد نكأ القلب بقرحه، وكيف أصف حالا لا يقرع الدهر مروة حاله، ولا ينتقض عروة إجلاله؛ فما أولانى بأن أذكره مجملا، وأتركه مفصّلا، والسلام.

وكتب إلى بعض إخوانه فى أمر رجل ولى الأشراف:

فهمت ما ذكرت- أطال الله بقاءك- من أمر فلان أنه ولى الأشراف، فإن يصدق الطير يكن إشرافا على الهلاك، بأيدى الأتراك، فلا تحزنك ولايته فالحبل لا يبرم إلا للفتل، ولا تعجبك خلعته فالثور لا يزين إلا للقتل، ولا يرعك نفاقه فأرخص ما يكون النّفط إذا غلا [وأسفل ما يكون الأرنب إذا علا] ، وكأنّى به وقد شنّ عليه جران العود، شنّ المطر الجود، وقيد له مركب الفجار، من مربط النجار، وإنما جرّ له الحبل، ليصفع كما صفع من قبل، وستعود تلك الحالة إحالة، وينقلب ذلك الحبل حبالة، فلا يحسد الذئب على الإلية يعطاها طعمة، ولا يحسب الحبّ ينثر للعصفور نعمة، [وهبه ولّى إمارة البحرين أليس

<<  <  ج: ص:  >  >>