للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ماذا أقول إذا وقفت موازيا ... فى الصفّ وأحتجّت له فعلاته؟

وتحدّث الأكفاء أنّ صنائعا ... غرست لدىّ فحنظلت نخلاته

أأقول جار علىّ؟ إنى فيكم ... لأحقّ من جارت عليه ولاته

تالله ما كدت الأمير بآلة ... وجوارحى وسلاحها آلاته

أخذ أبو تمام هذا فقال معتذرا إلى أبى المغيث موسى بن إبراهيم الرافعى:

أألبس هجر القول من لو هجوته ... إذا لهجانى عنه معروفه عندى

كريم متى امدحه أمدحه والورى ... معى، وإذا مالمته لمته وحدى

وعمران بن حطان هو القائل:

لم يعجز الموت شىء دون خالقه ... والموت فان إذا ما غاله الأجل

وكلّ كرب أمام الموت منقطع ... بالموت، والموت فيما بعده جلل «١»

وكان الفرزدق عمل بيتا، وحلف بالطلاق أنّ جريرا لا ينقضه، وهو:

فإنى أنا الموت الذى هو نازل ... بنفسك فانظر كيف أنت محاوله

فاتصل ذلك بجرير، فقال: أنا أبو حزرة، طلقت امرأة الخبيث، وقال:

أنا الدّهر يفنى الموت والدهر خالد ... فجئنى بمثل الدهر شيئا يطاوله

وإنما أشار جرير إلى قول عمران.

وهو عمران بن حطّان بن ظبيان بن سهل بن معاوية بن الحارث بن سدوس ابن سنان بن ذهل بن ثعلبة، ويكنى أبا شهاب، وكان من الشّراة، وكان من أخطب الناس وأفصحهم، وكان إذا خطب ثارت الخوارج إلى سلاحها، وكان من أقبح الناس وجها، قالت له امرأته وكانت فى الجمال مثله فى القبح:

إنى لأرجو أن أكون وإياك فى الجنة؛ لأن الله رزقك مثلى فشكرت، وابتلانى بمثلك فصبرت!

<<  <  ج: ص:  >  >>