للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتأَمَّلْ عَجَباً من ناظرٍ ... خائنٍ يُخبر عن قلبٍ أَمين

في سبيل الحبّ مني مُهجةٌ ... قُتِلتْ بين خدود وعيون

يَئِستُ أَنْ تُفْتدى أَفئِدةٌ ... أُسِرَت بين فتور وفتون

وقلوبٌ مَلَكَتْهنّ المَها ... فاتكاتٍ بالنُّهى، مُلْك اليمين

جيرة ما زال قتلى دِينُها ... واعتصامي بمجير الدين ديني

وله من قصيدة في الشيب:

يا هندُ مَنْ لأخي غرامٍ، ما جرى ... بَرْقُ الثّغور لطرفه إِلاّ جرى

أَبكته شَيْبتُه وهل من عارضٍ ... شِمْتُ البوارقَ فيه إِلاّ أَمطرا

لا تنكري وَضَحاً لَبِسْتُ قتيرَه ... رَكْضُ الزمان أَثار العِثْيَرا

وله من قصيدة فيم جير الدين أيضاً:

أَتراك عن وَتْرٍ وعن وَتَرِ ... ترمي القلوبَ بأَسهم النظرِ

كيف السبيلُ إِلى طِلاب دمي ... والثأْر عند معاقل الحَوَر

هي وَقعة الحَدَق المِراض فمِن ... جُرحٍ جبارٍ أَو دمٍ هَدِر

تمضي العزائِم حيث لا وَزَر ... وَتُفَلُّ دون معاقِد الأُزَُر

يا صاحِ راجعْ نظرةً أَمماً ... فقدِ اتّهمت على المها بصري

بكَرتْ تطاعننا لواحظُها ... فتنوب أَعيننا عن الثُّغَرِ

وتُرِي مباسمها معاصمها ... مَجْلُوَّةً في لؤلؤ الثَّغَرِ

لا لائم العشّاق إِنَّهمُ ... لَيَرَوْن ذنبك غيرَ مُغتفَر

أَوما علمتَ بأَنها صور ... جادتْ بأَنفسها على الصُّور

ومُدامة كالنار مطفِئها ... غرضٌ لها ترميه بالشَّرر

يجري الحَباب على جاجتها ... والتّبرُ خيْرُ مراكبِ الدُّرَر

كالجمر تلفح كف حاملها ... فتظنُّه منها على خطر

والكأْس والساقي إِذا اقترنا ... فانظر إلى المرّيخ والقمر

عَذَلا على طربي بجائرةٍ ... لولا مجير الدين لم تَجُر

وله في مدح مجير الدين من قصيدة:

أَرى الصوارم في الأَلحاظ تُمْتَشَق ... متى استحالت سُيوفاً هذه الحَدَقُ

واويلتا من عيون قلّما رمقتْ ... إِلاّ انثنت عن قتيلٍ ما به رمق

يا صاح دعني وما أنكرتَ من ولهي ... بان الفريقُ فقلبي بعدهم فرق

أما ترى أَيَّ ليثٍ صاده رشأٌ ... وأَيَّ خِرْقٍ دهاه شادنٌ خَرِق

في معركٍ لذوات الدَّلِّ لو شرِقت ... بحرِّه أَنفُسُ العُشّاق ما عشقوا

من كلّ شمسٍ لها من خِدْرها فلَكٌ ... وبدرِ تِمٍّ له من فرعه غَسَق

ومن كثيب تجلّى فوقه قمرٌ ... على قضيبٍ له من حُلَةٍ ورَق

وغادةٍ في وشاحٍ يشتكي عطشاً ... إلى حُجُول بها من رِيِّها شَرَقُ

تبسَّمتْ والنَّوى تبدي الجوى عجباً ... من لوعة تحتها الأحشاء تحترق

وأَنكرت لؤلؤ الأَجفان حين طفا ... منها على لُجَّةٍ غوّاصها غَرِقُ

ومنها:

يا منْ لصبٍّ شجاه ليلُ صَبْوَته ... لمّا تبسّم هذا الأَبيضُ اليَقَقُ

متى نهته النُّهى حنّت عَلاقته ... إِن الكريم بأَيام الصِّبى عَلِقُ

صاحبتُ عمريَ مسروراً ومكتئباً ... كذلك العيش فيه الصَّفو والرنَقُ

وعِشتُ أَفتح أَبواباً وأُغْلِقها ... حتى سمتْ بي عُلاً ما دونها غَلَق

فسِرتُ مُغْتبِق الإدلاج مُعْتنِقاً ... ذرى عزائمَ من تعريسها العَنَق

لا أَرهب الليل حتى شاب مَفْرِقهُ ... وهل يخاف الدُّجى من شمسه أَبق

وله فيه من قصيدة هي آخر ما أنشده في شعبان سنة ثمان وأربعين:

بين فتور المُقلتيْن والكَحَلْ ... هوىً له من كلّ قلبٍ ما انتحلْ

تَوَقَّ من فتكتها لواحظاً ... أَمَا ترى تلك الظُّبا كيف تُسَلْ

<<  <  ج: ص:  >  >>