للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا ويحها نواطِراً سواحِراً ... ما عُقِل العقلُ بها إِلاّ اختبلْ

لو لم تكن بابلُ في أَجفانها ... لما بَرَتْ أَسهمَها من المُقَلْ

يا رامياً مسمومةً نصالُهُ ... عَيناك للقارَةِ، قُلْ لي، أم ثُعَل

وعاذلٍ خوّفني من لحظها ... إِليك عني، سبق السيفُ العَذَل

ذك على سَفْك دمي محبّبٌ ... أَنا القتيل مُغْرَمٌ بمن قتل

لاحظت منه وجنتيْن، ما جرى ... ماءُ الصِّبا بجمرها إِلاّ اشتعل

آه على ظمآنها ضَمانة ... لو كفل الخصر لِوَجْدي بالكَفَل

ومنها:

يا صاح حَلِّلْ من أَناشيط الأَسى ... إِذا حللت بين هاتيك الحِلَلْ

سلْ عن رُقادي بالغضا أَين مضى ... وعن فؤادي بعدها ماذا فعل

وإِن رأَتْ عيناك ربعاً خالياً ... فاسق حَيا طَلِّهما ذاك الطَّللْ

وَعَدِّ عن مَحاجرٍ بحاجرٍ ... نظرتُها أَقربُ عهدٍ بأَجلْ

واجْتَنِ أَثمار الهوى فباللَّوى ... غصنُ نقاً يَحملُ نُقّاحَ الخجل

وإِنْ يغب عنك اهتزازُ قدّه ... فسل به أَترابه من الأَسَل

كلُّ حَلالٍ عنده مُحَرّمٌ ... فليت شعري عن دمي كيف استحل

إِيّاك أن تحمِل قتلي ظالماً ... فما لخصمي بقبيلي من قِبَل

ترى وَليّ الثأْر إِن أَراده ... فهل مُجيرٌ من مُجير الدين هل

وله في غلام صيرفي:

ظَبْيٌ بسوق الصَّرْف، من أَجله ... مَهَرْت في الصَّرف وفي النقد

ما كنتُ في صَيْدي له طامعاً ... لو لم يكن إِبليس من جندي

يقول، والدينار في كفه: ... مَنْ عنده؟ قُلتُ له: عندي

وكلّمتني عينُه بالرِّضا ... وانقد الوعد على الوعد

وقوله في غلام التحى:

يا عارضاً نفسَه، وعارِضُه ... يضرِب دون الوِصال بالحُجُبِ

أَنْبتَّ منه لسُلوَتي سبباً ... يا هاجري قبل ذا بلا سببِ

فالْقَ به قطعَ كلّ ذي صلة ... هذا كُسُوفٌ بِعُقْدَةِ الذَّنب

وله في العذار:

وقالوا لاح عارضُه ... وما وَلّتْ وِلايتُهُ

فقلت عِذارُ مَنْ أَهوى ... أَمارتُه إِمارتُه

وله:

إِلاّ يكنْ قد هَوِيتُه بشراً ... فإِنّه فتنةٌ على البشرِ

واحَرَبا من بياض وَجْنته ... تراكضتْ فيه ظُلْمَةُ الشَّعَرِ

حين تبدّى سَوادُ عارضه ... كما تبدّى الكسوفُ بالقمر

وله من قصيدة في الأمير مؤيد الدولة:

أَين مضاءُ الصّارمِ الباتِر ... من لحظاتِ الفاتن الفاتِر

وأَين ما يُؤْثَر عن بابلٍ ... مِنْ فعلِ هذا الناظر الساحر

ظبْيٌ إِذا لوّح منه الهوى ... بواصلٍ صرّح عن هاجر

يوهمني في قوله باطناً ... والحُكْم محمولٌ على الظاهر

نام وأَغرى الوجدَ بي فانظُروا ... ما أَولعَ النائمَ بالسّاهرِ

ثم اغتدى يقنِصُني نافراً ... يا عَجَباً لِلْقانص النّافر

عاتبتُه في عَبْرتي زاجراً ... خوفاً على الأَسرار زاجر

فاعتذرَتْ عيني إِلى عينِه ... معذرَة الوافي إِلى الغادر

أَضنى الهوى قلبي ليطوي به ... مسافةَ البيْنِ على ضامر

وطار فانقضّ عليه الجوى ... بكاسِر الجفن على كاسر

وقهوةٍ تحسب كاساتِها ... كواكباً في فلك دائِر

رَعَتْ بها لَيْلَ الهوى فانجلى ... عن شمس هذا الزّمن الناضر

وأَبعَدَ الأَخْطارَ تقريبُها ... مؤيَّدَ الدُّوْلةِ من خاطري

وله في سرج:

حملتُ الجِياد فأَكرمْتَني ... ورحتُ وقد حملتني الجياد

<<  <  ج: ص:  >  >>