للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويَنْزِل لي عن ثارها النَّفَرُ العِدى ... وتقتادني في دَلِّها البقرُ الغِيد

ويقطع فيَّ الطَّرْفُ، والطرفُ فاترٌ ... فقلْ في مَضاءِ السيفِ والسيفُ مَغْمود

وله من قصيدة مطلعها في الشيب:

أَمّا الشبابُ فطَيْفٌ زارني ومضى ... لمّا تَبَلَّج صُبْحُ الشَّيْب مُعْترِضا

ما كان أَبيضَ وجهَ الوَصلِ حين دجا ... وما أَشدَّ ظلامَ الهجرِ حين أَضا

وما وجدتُ الصِّبا في طُول صُحبتِه ... إِلاّ كما لَبِس الجفنُ الكَرى ونَضَا

فالآن صَرَّحَ شَيْبُ الرأس عن عَذَلٍ ... محضٍ، ولم يَزْوِ عنك النُّصْحَ مَنْ مَحَضا

فإِن تَبِتْ سُحُبُ الأَجفان هاميةً ... فَعَنْ سَنا بارقٍ في عارِضٍ وَمَضا

ومنها:

ومن عجائبِ وَجْدي أَنه عرضٌ ... لم يُبْقِ منّيَ جسماً يحمِلُ العَرَضا

ولم يدع ليَ مَوْتُ السرِّ من جسديد ... عِرْقاً إِذا جسّه آسي الهوى نَبَضا

فإِن يكن دَلَّ إِعراض الدَّلال على ... غير المَلالِ فسُخْطي في هواك رضا

وله من قصيدة:

إِنّ الأُلى جمعتْهُمْ والنَّوى دارُ ... جارُوا فهل أَنت لي من ظلمهم جارُ

ساروا على أَنهم قرباً كبعدهم ... فما أُبالي أَقام الحيُّ أَم سارُوا

عندي على الوجد فيهم كلُّ لائمةٍ ... وعندهم للهوى العُذرِيِّ أَعذارُ

ففي الصُّدور صَباباتٌ وَمَوْجِدَةٌ ... وفي الخُدور لُباناتٌ وأَوطار

قد أَنكر الناس من دمعي ومن حُرَقي ... هوىً تهادَن فيه الماءُ والنار

إِلامَ اُعلن أَسراري وأَكتمُها ... وآيةُ الشوق إِعلان وإِسرار

دَيْنٌ، على عبراتي أَنْ تُقِرَّ به ... وإِنما غايةُ الإنكار إِقرار

وله من قصيدة في ختان:

وَنَجْلٍ تدرك الأَبصارُ منه ... سنا قمرٍ بتاج المجد حالِ

حَبَتْه سُنّةُ الإِسلام طُهراً ... تكفَّل غَيْرَةَ الماءِ الزُّلال

فيا لكَ من دمٍ يجري سُروراً ... وكَلْمٍ نقْصُه سِمَةُ الكمال

وذي أَلم يلذّ به وجرحٍ ... يكون قصاصهُ جَذَلَ الرجال

وأَيّ جناية تَرْضى المَساعي ... بها، ويُثاب جانيها بمال

وله من قصيدة:

لو أَن قاضي الهوى عليَّ وَلِي ... ما جار في الحكم مَنْ عَليَّ وَلي

وكان ما في الدَّلال من قِبَلِ الحُسْن بما في الغرام من قِبَلي

حسبي وحسبُ الجوى أُغالبه ... فيا عذولي ما لي وللعَذَل

كيف يُداوى الفؤادُ من سَقمٍ ... تاريخُه كان وَقْعَةَ المُقَل

لا تَسْقِيَنّي صريحَ لائِمةٍ ... فَصِحَّتي في سُلافة القُبَل

بي من بني الترك شادِن غَنِجٌ ... يصيد لحظ الغزال بالغزل

أَغْيَدُ يلقاك طرفُه ثَمِلاً ... وليس فيه سَماحةُ الثَّمِل

مُبتسِمٌ والعيونُ باكية ... وفارغٌ والقلوب في شُغُل

لاحظني كالقضيب معتدلاً ... وصدّ والصبرُ غيرُ معتدل

وأَصبحتْ في الوَرى مَحَبَّتُهُ ... كأَنها دَوْلةٌ من الدُّوَلِ

مَلاحةٌ دانت القلوبُ بها ... طَوْعاً كما دانت العُلى لعلي

وله من قصيدة:

ما استأْنفَ القلبُ من أَشواقه أَرَبا ... إِلاّ استفزَّتْه آياتُ الهوى طَرَبا

لله نِسبةُ أَنفاسي إِلى حُرَقي ... إِذا النسيم إِلي رَيّا الحِمى انتسبا

أهكذا لم يكن في الناس ذو شَجَن ... إِلاّ صَبا كلّما هبَّتْ عليه صَبا

ما أَعجبَ الحبَّ، يُدْعى بأْسُه غَزَلاً ... جَهْلاً به، ويُسَمَّى جِدُّه لَعِبا

ويْحَ الحَمام أَما تجتاز بارقةٌ ... إِلاّ بكا في مغاني الدار وانتحبا

<<  <  ج: ص:  >  >>