للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو كان يسْبَحُ صَبٌّ في مدامعه ... لكنتُ أَولَ من في دمعه سبحا

أَوْ كنت أَعلم أَن البيْن يقتلني ... ما بِنْتُ عنكم، ولكن فات ما ذُبحا

وقوله:

كتم الهوى فوشتْ عليه دموعُهُ ... مِنْ حرّ جمرٍ تحتويه ضلوعُهُ

صبٌّ، تشاغل بالربيع وزهره ... قومٌ، وفي وجه الحبيب ربيعُه

يا لائمي فيمن تمنَّع وصلُه ... عن صَبِّه، أَحلى الهوى ممنوعه

كيف التخلُّصُ إِن تجنّى أَو جنَى ... والحسنُ شيء ما يُرَدّ شفيعه

شمسٌ، ولكنْ في فؤادي حرُّها ... قمرٌ، ولكن في القَباء طلوعه

قال العواذل: ما الذي استحسنتَه ... منه، وما يَسبيك؟ قلت: جميعُه

وقوله في الشوق والفراق:

كتبتُ إِليكُمُ أَشكو سَقاماً ... برى جسمي من الشوق الشديدِ

وفي البلد القريب عدِمت صبري ... فكيف أَكون في البلد البعيد

نوىً بعد الصدود، وأَيّ شيء ... أَمرُّ من النَّوى بعد الصُّدود

ثم وقع بيدي بعد ذلك ديوان شعره فطالعته، وقصائده قصار وفي النادر أن تزيد قصيدته على خمسة وعشرين بيتاً، ومقطعته على عشرة أبيات، وكلها نوادر وكلام مضحك، فانتخبت منه هذه الأبيات واختصرت حذراً من التطويل: الهمزة فمن ذلك قوله من مقطعة:

وَهَبْ ما قالت الواشون حقّاً ... مَنِ الراقي إِلى بدر السماء؟

لقد أَمسى الذي يبغي حبيباً ... مُحِبّاً طالباً للكيمياء

ومنها:

أَيجمُلُ أَن أُضامَ ودُرُّ نظمي ... أَحبُّ من الغنى عند العناء

أَمالَ العُرْبَ عن شعر التِّهامي ... وأَغنى العُجْمُ عن شعر السَّنائي

وقوله من قصيدة في حسام الدين صاحب ماردين:

هذا الحبيبُ وهذه الصهْباءُ ... عَذْل المُصِرِّ عليهما إِغْراءُ

والأَغْيدُ الأَلْمى يروقُك منظراً ... في سقيها والغادةُ اللَّمياءُ

يا قاتلاً كأسي بكثرة مائِه ... ما الحيّ عندي والقتيلُ سواءُ

بالماء يحيا كلُّ شيءٍ هالكٍ ... إِلاّ الكؤوسَ هلاكُهنَّ الماء

والراح ليس لعاشقيها راحةٌ ... ما لم يساعدهم غِنىً وغِناءُ

ومنها:

وبوَجْنتي وبوجنتيْه إِذا بدا ... من فرط وجْدَيْنا حَياً وحياءُ

كيف الوصولُ إِلى الوصال وبيننا ... بَيءنٌ ودون عِناقه العَنقاء

لله جيراني بجَيْرونٍ، ولي ... بلحاظهم وبهم ظُبىً وظِباءُ

وكأَنهم وكأَنّ حُمرةَ راحهم ... في راحهم، وَهْناً، دُمىً ودِماءُ

وكأَنما سقتِ البلادَ مُلِثَّها ... كفّا حُسام الدين، لا الأَنواءُ

الباء وقوله:

خَرِف الخريفُ وأَنت في شُغُلٍ ... عن بهجة الأَيّامِ والحِقَبِ

أَوراقُه صُفرٌ، وقهوتنا ... صفراءُ مثلُ الشمس في لهب

ياتي بها غير وأَشربُها ... ذهباً على ذهبٍ بلا ذهبِ

وقوله في الحث على السفر:

ذَرِ المقام إِذا ما ساءك الطلبُ ... وسِرْ فعزْمُك فيه الحزم والأَرب

لا تقعدنَّ بأَرضٍ قد عُرِفتَ بها ... فليس تَقْطع في أَغمادها القُضُب

وقوله في مروحة:

ومحبوبةٍ في القيظ لم تخلُ من يدٍ ... وفي القُرّ تشكوها أَكفُّ الحبائبِ

إِذا ما الهوى المقصور هيّج عاشقاً ... أَتت بالهوا الممدود من كل جانب

وله من قطعة:

وكم ليلةٍ قد بِتُّ أُسقى بكفّه ... على وجهه نادمتُ بدراً وكوكبا

حكت فَمَه طعماً وريحاً، وخدَّه ... إِذا مزجوها، رقَّةً وتلهُّبا

ومن أخرى:

ونادبةٍ ناحتْ سُحَيْراً بأَيْكةٍ ... فهيّجتِ الوَسواسَ في قلب نادب

تنوح على غصن أَنوح كمثله ... وهل حاضرٌ يبكي أَسىً مثلُ غائب

وقوله من قصيدة في الصالح بن رزيك بمصر:

<<  <  ج: ص:  >  >>