للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمن الخيلُ كلَّ أَرض تجوبُ ... صَحِبَتْها في كل شِعب شَعوبُ

والجواري التي يضيق بها البحر على أَنّه فسيحٌ رحيب

غير سيف الإِسلام خير فتىً عَزّ به دينُنا وذَلَّ الصليب

مَلِكٌ منه في الخطاب إِذا شا ... ء خطيب وفي النِّزال خطُوب

ومنها:

وكأَني أَبو نُوَاسٍ إِذا ما ... جئتُ مصراً وأَنت فيها الخصيب

ولئن كنتُ مخطئاً في قياسي ... إِنّ عذري ما قال قِدْماً حبيب

ومنها:

لو أَراد الرقيب ينظر جسمي ... ما رآه من النحولِ الرقيبُ

مثل دار الزكيّ كيسي وكأسي ... وهي قَقْرٌ كأَنها مَلْحوب

وقوله في ابن ثريا وكان دباباً:

لا ترقُدنْ وابنَ ثريا معاً ... فإِنه أَطمع من أَشعب

كم دَبَّ كالعقرب سُكراً، وكم ... قد قتلوه قِتلة العقربِ

وقوله في أبي الوحش الشاعر:

أَبا الوحش جَمّلتَ أَهل الأَدبْ ... لأَنك أَطولُ قومي ذنبْ

وكيف تكون صغير المحلّ ... وبيتُك أَكبر ما في الخشب

وله رباعية:

أَقسمتُ بواوِ صُدغ هذا الحاجبْ ... في لام عِذاره ونونِ الحاجبْ

لو عاينه ابنُ مقلةَ والصاحبْ ... قالا عجباً لديه: جَلَّ الكاتب

التاء وله في غلام اسمه ياقوت:

قلتُ: وقد أَقبل ياقوتُ ... في فمه دُرٌّ وياقوتُ

أَسِنّةٌ زُرق بأَجفانه ... أَم جالت البيضُ المصاليتُ

كأَنما أَلحاظُه بابلٌ ... فيهنّ هاروت وماروتُ

الجيم وقوله في الططماج:

أَلا رُبّ طاهٍ جاءنا بعد فترةٍ ... بأَطباق طُطْماج أَشَفَّ من الثَّلْج

وقد غارت السيخات فيها كأَنها ... يغالِقُ ترك في طوارق إفرنج

وقوله في ابن أبي طاهر الطبيب واسمه عباس:

عُجْ على عبّاس تلقَ فتىً ... غير نَكْريشٍ ولا بَذَجِ

فيلسوف ما يُريق دماً ... وبخدَّيْه دمُ المُهَج

لو تَمعْناه السديدُ سلا ... قلبُه عن عشقه البكجي!

قلتُ لما ظلّ مجلسنا ... مُشرقاً من وجهه البَهِج:

إِنّ بيتاص أَنت ساكنُه ... غيرُ مُحتاج إلى السُّرُج

وعليلاً أَنت عائده ... قد أَتاه الله بالفرج

وقوله في مرثية:

لقد حَسُنتْ به اليوم المراثي ... كما حسُنت به أَمسِ الأَهاجي

ولكنْ لجَّ في شتم البرايا ... وكان القتلُ عاقبةَ اللَّجاج

وقوله:

كأَنّ احمرار الخدّ ممّنْ أُحبه ... حديقةُ وردٍ والعِذارُ سياجُها

وقوله في أبي الوحش بن علان لما امتدحه وكلما اقتضاه حرك رأسه:

يا من إِذا جئتُه سؤولاً ... ولستُ بالسائل اللَّجوجِ

حرّك لي مُوعِداً بمَطْلٍ ... حاديَ عَشْرٍ من البُروج

الحاء وقوله:

حتى متى لا يَبْرَح التبريحُ ... وإِلامَ أَكتُم والسَّقام يبوحُ

لا شرحُ كتبِ أَحبّتي يأتي ولا ... صدري بغير حديثهم مشروح

يا برقُ حيِّ الغوطتيْن وسقِّها ... مطراً حكاه دمعي المسفوح

كيف الحياة لمُستهامٍ جسمُه ... في بعلبكَّ وفي دمشق الروح

ظبيٌ بها لم يَرْعَ إِلاّ مُهجتي ... والظبيُ ما مَرْعاه إِلاّ الشّيح

تشتاقه عيني وتبكيه دماً ... والقلبُ وهو بصدّه مجروح

مُتَعطِّف الصُّدْغين وهو مُجَنّبٌ ... مُتَمَرِّض العينين وهو صحيح

لي من ثناياه العِذاب وريقِه ... أَبداً صباحٌ واضحٌ وصَبوح

وَيْحَ العواذل هل يُغشّي نورُه ... أَبصارَهم، أَم كيف يخفى يوح

لاموا وقد نظروا مَلاحةَ وجهه ... واللَّومُ في الوجه المليح قبيح

وقوله في مجير الدين وقد اقترح عليه في ساق يهواه وزن:

شربتُ من دِنانهمْ ... من كلّ دَنّ قدحا

<<  <  ج: ص:  >  >>