ولا تُغْلِقَنّ بحمْل الهمو ... م بابَ السّرور إِذا ما انفتح
وإِنْ خِفتَ من عاتبٍ فاستترْ ... بليل الشَّباب إِذا ما جَنَح
فَتَبّاً لدهرٍ يُعِزُّ اللئام ... وقدرُ الكرام به مُطَّرَحْ
ذَلول إِذا ما امتطاه الجهول ... وما رامه الحُرُّ إِلا مُمْتَدَح
وقد طُمِسَتْ أَوجهُ المَكْرُمات ... وقد عُطِّلَتْ هُجْنُها والصُّرُح
ولا خير فيمن غدا طائِعاً ... للؤمٍ أَلَمَّ وبُخْلٍ أَلَحْ
إِذا بهرجته عُقولُ الرّجال ... وأَخجله النّقْص لمّا افتضح
لئن قَصَّرَتْ خُطوةُ الحظّ بي ... فماليَ عن هِمّتي مُنْتَزَح
وإِن عَدَّ مُفْتخِرٌ فضلَه ... فبي يُخْتَمُ الفضلُ بل يُفْتَتَح
وكم للفضائلِ من خاطبٍ ... وما كلُّ خاطب بِكرٍ نَكَح
قال، وقلت:
لا تَلْقَ دهرك بالعِتابِ ... فعُهوده ذات انقلابِ
والبَدْ إِذا وَثب الرَّدى ... واصبر على مَضض المُصاب
فالدّهرُ يخدع بالسرو ... ر كمثل تلميع السَّراب
ما جئته مُسْترْوِحاً ... إِلاّ حصلت على اكتئاب
فإِذا طلبت صفاءه ... فابشُر بأنواع العذاب
لا تَشكُوَنَّ فما يُبا ... لي إِن شكوتَ ولا يُحابي
يا صاحبي ماذا يَضُرّ الأُسْدَ من حَنَق الذِّئاب
لولاكِ، غِزلانِ الفَلا ... ما هان مُرْتَكَب الصِّعاب
أَلِفَتْ مُنازَلَة القلو ... ب فما تَمَلُّ من الحِراب
يدنو فيمنعه الحَيا ... فيعود مَسدول الحجاب
والبدرُ أَحسنُ ما يكو ... ن إِذا تنقَّب بالسَّحاب
لله عيشٌ سالفٌ ... واللهو مَوْفورُ النِّصاب
وسرورنا مُستيقِظٌ ... فرِحٌ، وطرف الهمّ كاب
إِذا نُقْلنا لَثْمُ الخدو ... د وشُربنا خَمْرُ الرُّضاب
إِذ نحن في جاه الصِّبا ... والعمرُ مجهول الحساب
فارحلْ عن الدنيا وجِدَّ وَدَعْ مُلاعبة التَصابي
دَعْها فقد جاء المشيب بعَزْلِ سلطان الشباب
ما اللَّهْوُ بعدَ الأربعين وإِن قَدَرْت، بمُستطاب
بعثتْ طلائِعَها المنو ... ن إِليك مُسْرَجةَ العِراب
وقلت: لما ولي الملك السعيد رضي الله عنه لسيدنا الأجل عماد الدين أبي حامد محمد بن محمد، ابن أخي العزيز، الإشراف على ديوانه وسائر مملكته مضافاً إلى ما كان يتولاه من ديوان الإنشاء، وكان قد ولد له ولد بعقب ذلك. ولم يتفق إنفاذها إليه في ذلك الوقت بسبب رحيل اتفق للملك السعيد ورحلنا معه في سنة ثمان وستين وخمسمائة. وهي محتاجة إلى تنقيح:
خان المُحالف والمُعاهدْ ... وجفا المُوالي والمُساعد
سهِرت عيونُ فضائلي ... لكنّ طرف الحظّ راقد
أخذ بصَفقةِ تاجرٍ ... طلب المقاصد بالقصائدْ
فاخِرْ فإِنك في زما ... نك صالح، والوقتُ فاسد
أَوَليس قومك معشرٌ ... كانت عوائِدهم عوائد
لا تتعب الحسّاب في ... عدد الكرام فأَنت واحد
فلئن فَخَرْتَ بمن مضى ... فلْتفخرنّ بك المَشاهد
فابشُر بمولودٍ يجدّدُ ذكر آباءٍ أَماجد
ولدٌ أتانا مُخبراً ... في مهده عن خير والد
ما فتَّ في عضدٍ ولكن فتَّ أَكباد الحواسد
رفعتْ دموعي بعدكم ... مما أُكابده جرائد
أَين الذين نعدّهم ... عند النوائب والشدائد
يَلْقَوك في شُوس الخطو ... ب مشمّرين عن السواعد
نَفقت ملابيس النِّفا ... ق وسوق أَهل الفضل كاسد
رُفعت دواوين الكفا ... ة وخُلْخِلَتْ منها القواعد
واستبهمت حتى لقد ... أَيِس المُعَلِّل والعوائِدْ