للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُجيدُ بهنّ الطعنَ ضَرْبٌ بضربه ... غداةَ الوغى ينقدّ هامٌ وينعطّ

فتىً من بني أَيّوب إِن همَّ أَوْ همى ... فما الغيثُ إِذ يحبو وما الليث إِذ يسطو

وما يُوسُفٌ في الملك إِلاّ كيوسُفٍ ... ولكن له من غير إِخوته رَهْط

ملوكٌ حُجورُ الأَرْيحيّات مذ نَشَوْا ... مُهودُهم، والمَكْرماتُ لهم قِمْطُ

شبابٌ وشيبٌ مذ تسامَوْا ومذ عَلَوْا ... على صَهَواتِ السَّبْعَة الشُّهْبِ ما حَطّوا

شبابٌ وشيبٌ مذ تسامَوْا ومذ عَلَوْا ... على صَهَواتِ السَّبْعَة الشُّهْبِ ما حَطّوا

ومذ أنبضوا رَمْياً بنَبْلِ ذكائهم ... أَصابوا المعاني المُبْهَماتِ ولم يُخْطوا

شآبيبُ في سِلْمٍ، محاريب في وغىً ... يطير لِقَدْح المُرهَفات بها سِقط

ومنها يصف غارته على غزة، وعوده من تلك الغزوة بالعزة:

فتىً مُذْ غزا بالخيل والرَّجْل غَزَّةً ... نأى عن نواحيها الرِّضا ودنا السُّخْط

رماها بأُسْدٍ ما لهنّ مَرابِضٌ ... ولا أُجُمٌ إِلا ّالذي يُنْبِت الخَطّ

وعاث ضواحيها ضُحىً بكتائبٍ ... من التُّرك، لا رزمٌ طَغامٌ ولا قِبْط

رماهم بأَمثال السَّراحين شُزَّباً ... عليها أُسودٌ بل أَساوِدَةٌ رُقْط

وطاحت على تلك الرمال جُسومُهم ... ففي كل سَقْطٍ من جماجمهم سُقْط

ومنها:

أَلا أَيُّها الصّدّيق يوسُف مَسَّنا ... من الضُّرِّ ما لا نستطيع به نخطو

فأَوْفِ لنا كَيْل النَّدى متصدِّقاً ... فإنّ جزاء المحسنين هو الشَّرْط

فأنشد، ليلة أخرى بدمشق وأنا حاضر، فيه هذه القصيدة. منها:

في أَعين البِيض والأَسَلِ ... صِيدَ الرِّجال بأَشراكٍ من الحِيَل

فالأَعينُ النُّجْل داءٌ لا دواءَ له ... فكن عليماً بداء الأَعيُنِ النُّجُل

ومنها:

بواضحات الثّنايا ما ثَنَيْنَ فتىً ... على الثنيّة إِلاّ وهو غير خلي

أَقْبلْن يضحكن عن بيضٍ لآلِئُها ... أَصدافهنّ شِفاهٌ حُلوةُ القُبَل

من كلِّ هيفاء في أَوراقِ حُلَّتِها ... غصن من القدِّ في دِعْصٍ من الكَفَل

كالخيزُرانة وافتْ وهي حاملةٌ ... روضاً من الحسن في روضٍ من الحُلَل

فما ترى سَوْسَناً يُصْبيك من طُرَرٍ ... حتى ترى نَرْجِساً يُضْنيك من مُقَل

فإن ضممتَ ضممتَ البان من هَيَفٍ ... وإِن لَثِمتَ لثمت الورد من خجل

وإِن شربتَ شربت الرّاح من شَنَبٍ ... يجري على واضحٍ عَذْب اللَّمى رَتِل

وَرُبَّ باديةٍ من بيت باديةٍ ... في ريقها عَلَقٌ يَشْفي من العِلَل

وخَمْرَةٍ عندنا منها خُمارُ هوىً ... وعندها حين تمشي نَشوة الثَّمِل

صهباء ممزوجة بالمسك أو بشذى ... ذكر ابن شاذِي صلاح الدين والدُّوَلِ

القائدِ الخيلَ تهوي في أَعنّتها ... مثلَ الأَجادل، والأَبطالُ في جدل

والليلُ من رَهَجٍ والصبح من قُضُبٍ ... والبحر من مُهَجٍ والبرّ من قُلَل

والأَرضُ من نَزَوات اللَّمْ في شُعَلِ ... والجوّ من هَفَواتِ النَّقْعِ في طَفَل

والبيضُ من عَلَق الأَقران في حُلَلٍ ... حُمْرٍ، ومن قُمَم الشُّجْعان في خِلَل

والشمسُ، شمس الضحى، في النَّقْع آفلةٌ ... وشمسُ هِمَّتِه الغرّاء لم تَفِل

كالغيث والليث، هذا منه في خَجَلِ ... عند العطاء، وهذا منه في وَجَل

يلقى القنا وهو أمضى من عواملها ... في القول والفعل والآراء والعمل

ويَنْثَني ولها في كفّه قَصَدٌ ... يُثْني عليه ثناءً غير مُنفصِل

<<  <  ج: ص:  >  >>