للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيْلاهُ منهم يُشْفِقون عليك مِنْ ... أَجْلي، وإِشفاقي أَشَدُّ وأَكمل

مالي أُعاينُ وجهَ ودِّكَ مُعْرِضاً ... حَذَرَ الرَّقيب وَوَجْهُ ودّي مُقْبِل

وأنشدني له في غلامٍ لبس الكحلي:

برزتَ للنّاسِ في قميصٍ ... أَكْحَلِ مِنْ طَرْفِكَ الكحيلِ

فيك من الحُسْنِ كلُّ فنّ ... وفيك للنفس كلُّ سُول

كيف اتَّخَذْتَ الحِدادَ لُبْساً ... ولستَ تَأْسى على القتيل

وأنشدني لنفسعه في موفق خالد بن القيسراني مستوفي نور الدين:

دَعَوْتُك مُشتاقاً لِنَيْلِ صَنيعةٍ ... فكنتَ إِلى بذل الصنائع أَشْوَقا

وكم عُقَدٍ حُلَّتْ بعزمك لم تكن ... تُحَلُّ بعزمٍ مِنْ سِواك ولا رُقا

تفاءل نورُ الدّين باسمك مثلما ... حَوى بك نَعْتاً في الأُمور مُحَقّقا

فأَصبح في الملك المُخَلَّضد خالداً ... كما كان في الرأي السعيد مُوَفَّقا

وأنشدني لنفسه في العذار:

لا تلوموا عليه قلبَ مُحِبٍّ ... فجميع القلوبِ طَوْعُ يَدَيْهِ

لا تظنّوا عِذاره طرّز الخدّ ... فما كان ذا افتقاراً إليه

إنما لحظُه أَراق دماءً ... وبدا أُثْرها على وَجْنَتَيْه

فرأى وَردَها بقتليَ نمّا ... ماً فأَوْلى بنفسَجاً عارِضَيْه

فتيقنتُ أنني ضاع ثأْري ... حين لم يبق شاهدٌ لي عليه

وأنشدني أيضاً له من قصيدة:

تودُّون عَوْدي لو قَدَرِتْ إِليكم ... وقد أَبْعَد المِقْدار في الَبْين شُقِتّي

كأَنّيَ سَهْمٌ كلّما جرّني الهوى ... إِليكم رمتْني الحادثات فأَقصتِ

ومن الغزل:

كأَني سأَلتُ الرّيح عن لين قَدِّها ... فهزّت قضيبَ البان لي حين هَبَّتِ

ومن مديحها:

له سائِلاً عِلْمٍ وجود يُجيب ذا ... على عَجَل منه وذا عن تَثَبُّتِ

فذا بنوالٍ للمُؤالف مُنْطِقٍ ... وذا بمَقالٍ للمُخالِفِ مُسْكِت

وأنشدني له في صبي مقرئ في سنة سبع وستين:

تلا فدعا قلبي إلى حُبِّ وَصْلِه ... وعهدي بما يتلوه يَنْهى عن الحبِّ

فكيف اصطباري عنه لو كان مُسْمِعي ... غِناءُ الغواني من مُقَبَّلِه العَذْبِ

وأنشدني له في غلامٍ أهدى له ورداً:

أَقول للوَرْدِ ونَشْرُ الذي ... أَهداه لي أَذْكى مِنَ الوَرْدِ

أَشْبَهْتَه في النَّشْرِ طِيباً فِلْم ... خالفَتُه في الحفظ للعهد

ومن مقطعاته في الألغاز والمعمى: أنشدني لنفسه قوله في الجلنار ملغزاً:

وما تاجُ رُومّيٍ لبَيْضَةِ باسلٍ ... عليها دَمٌ إِذ فَلَّلَتْها المَضارِبُ

تُناسِبُ أَقراط الدُّيوكِ ذُيولها ... كما العُرْفُ للتَّشْريف منها مُناسِب

لها باطنٌ كالزَّعْفَرانِ تَعَلَّقَتْ ... به من شَرارٍ أَوْ نُضارٍ كواكب

حَكَتْها صِغاراً بالخُدودِ شَبيه ما ... حَكَتْها كِباراً بالنُّهودِ الكواعِب

إذا فُرِطَتْ فهْي العَقيقُ مُبَدَّداً ... وإِن رُشِفَتْ فالشهْدُ بالثَّلْجِ ذائب

وقوله في مليحٍ اسمه إبراهيم:

صدَّني بعد اقترابٍ وجفاني ... قَمَرٌ يخَجلُ منه القَمرانِ

لستُ أَدعو باسمه ضَنّاً به ... غير أَني الذي أخْفِيه كانِ

ظَمَأي فيه ظَما آخِره ... ليتين أَوَّلُه ممّا عَراني

وقوله في اسم مبارك:

وأَغَيَدلا تحكي الأَسِنَّةُ لَحْظَه ... ولا يَمْلِكُ الَخطِّيُّ لِيناً بِقَدِّهِ

تألفَّنَي قُرْبُ السَّقام لبُعْدِه ... وحالفني وَصْلُ الغَرام لصِدَهَّ

صباحي إذا ما زارني فيه مثلهُ ... وعَيْشي إِذا ما صدَّ عني بِضِدِّه

وقوله في اسم إلياس:

أَتَيْتُ مَنْ أَهواه عَكْسَ اسمِه ... فلم أَنَلْ منه سِوى الإِسمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>