فاشرب على مَن تُحِبُّ مِن زَهَرِ الْ ... حُسْنِ وناوِلْ أحبابَكَ الزَّهرا
واعْتَضْ عن الوَرد وَجْنَةً وعنِ الْ ... مِسْكِ لِثاثٍ تضوَّعَتْ نَشرا
هاكَ بديلاً عن كلِّ نَرجِسَةٍ ... عيناً وعن أُقحوانةٍ ثَغرا
فالعمْرُ يوماً إذا ظفِرْتَ به ... فلا تُضَيِّعْ بتركِه العُمرا
نِعمَ شعارُ الفتى السّرور فإنْ ... عدِمتَه فانتجِعْ له الشِّعرى
واستمطرِ الجودَ من أبي الحَسَنِ الْ ... ماجد واسأَلْ سماءَه القَطرا
يغشاكَ بحرٌ إذا تبجَّسَ بالنّ ... والِ والبِرِّ أخجلَ البحرا
إيه عليّاً شِدِ العلاءَ بما ... تحوي به في زمانك الفخرا
وانهضْ إلى المجد نهضةً تثمِرُ الْ ... حَمدَ وتُبقي الثّناءَ والذِّكْرا
فلا ترعْكَ الصِّعابُ واسْعَ لها ... بجِدِّ عزمٍ يُسَهِّلُ الوَعرا
فربَّ ذي همَّةٍ ينال بها ... على ثنائي مَنالةَ اليُسرا
وما المعالي وَقفٌ على وَرِمٍ ... يَعقِدُ للتّيه أنفَه كِبرا
بشرى لعبدٍ يلقاكَ عائده ... بوجه سَفرٍ منوّرٍ بِشرا
عَرفُكَ أزكى وأنت أطهرُ أخْ ... لاقاً وأعلى بينَ الورى قَدرا
تهَنَّ واسلَمْ وابسط لشاكرِكَ الْ ... مُقِرِّ بالعجز دونه العُذرا
وله:
ما لثناياكَ وللخمر ... وما لأجفانكَ والسِّحْر
تريدُ أنْ تقتلَني كان ما ... تريدُ أو تبلُغَ بي شكري
يكفيك أنّي من ضلال الهوى ... لا أعرف العرفَ من النُّكْر
ليتَك تدري أنّني بالذي ... ينال قلبي منك لا أدري
عوَّدْتني الصَّبرَ، وصدقُ الهوى ... يحكم بالتسليم والصّبر
وها أنا أحملُ ثِقلَ الهوى ... فيكَ على المَقصوف من ظهري
أُقسم يا مولاي حقّاً بمَن ... ملَّكَ سلطان الهوى أمري
لم ترَ أبهى منك عيني ولا ... أسكنتُ أحلى منك في صدري
فدَيْتُ من لو قابل البدرَ في ... تمامه أوفى على البدر
ولو مشى والغصنَ في روضةٍ ... كان على قامته يُزري
مُرْتَدَفُ الرِّدْفِ إذا ما انْثَنَتْ ... أعطافُه، مختصَرُ الخصر
وله:
فدَيتُ أميراً له حاجِبٌ ... يُفَوِّقُ عن قوسه أسهُما
يصيدُ النّفوسَ إذا ما رَنا ... ويُصمي القلوبَ إذا ما رمى
أغارَ على سَرْحِ ألبابِنا ... فصيَّره للهوى مغنَما
إذا هزَّ من قدِّه صَعْدَةً ... وأشْرع من لحظه لَهْذَما
دعوتُ الأمانَ، ومَنْ لي به ... إذا جيشُ بهجته صَمّما
تعلَّقْتُه من بني التُّركِ لا ... يَرِقُّ لتَركي به مُغرَما
خلعتُ عِذارِيَ في حبِّه ... فلستُ أُبالي بمَن أو بما
فمالي أُجَمْجِمُ زُورَ الحديث ... ووَيلي على رَشف ذاك اللَّمى
فما ذقتُ لا وحياة الحبيب ... ألذَّ وأعذب منه فما
إذا ما تأَمَّلْتَني باكياً ... فقل قد تذكرُه مَبسِما
ومثَّل باردَ ذاكَ الرُّضاب ... على ما به نحوه من ظما
أيا قمرَ الأرض أخجلتَ في ... تمامكَ والحسنِ بدرَ السّما
وأشبهْتَه في النّوى والبعاد ... فقل أهيمُ بمَن منكما
وله:
مرحباً مرحباً بوجْ ... هِكَ يا بدْرُ مرحبا
ما أَلذَّ العذاب في ... كَ وأحلى وأَعذبا
إنَّ لي في هواك يا ... قمرَ الأرض مذهَبا
أشتهي أنْ أُلامَ في ... كَ وأُلْحَى وأُعْتَبا
ليَرُدَّ اسمَكَ العَذو ... لُ إليَّ المُحبَّبا