للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تُكاثرني بآلات المعاني ... وكيف يُكاثر البحرَ الهلالُ الماء في أسفل الحوض

أتطمَعُ أن تنال المجدَ قبلي ... وأنّى تَسْبِقُ النُّجْبَ الهلالُ الصغار من النوق

وَتَبْسِمُ حين تُبصِرُني نِفاقاً ... وَشَخْصي في جَوانِحِكَ الهلالُ الحربة العريضة

وتُبْطنُ شِرَّةً في لِينِ مَسٍّ ... كما لانت مع اللَّمس الهلالُ الحية

وتنتظر الدوائرَ بي ولكن ... عليك تدور بالشرّ الهلالُ الرحا

كأنّ وُجوههم في ذُلّ مَثْوَى ... وفَرطِ صَلابةٍ فيها الهلالُ أثر الحافر في الأرض

وأعراضاً أُذِيلَتْ للأهاجي ... كما يبدو على القِدَم الهلالُ الثوب الرث

وما تُغني الكثائفُ عن صُدوعٍبها أن يَرْأَبَ الصَّدعَ الهلالُ الحديد الذي يشد به القصب

وأعجَب كيف يَلْزَمُكُم كِتابٌ ... وَأَعْقَلُ من لَبيبكمُ الهلالُ أول ما يولد الولد

وله من قصيدة:

جَلّ مَن صوَّر مِن ماءٍ مَهين ... صُوَراً تَسْبِي قلوبَ العالَمينْ

وأرانا قُضُباً في كُثُبٍ ... تُخجِلُ الأغصانَ في قَدٍّ ولين

والقصيدة التي له في مدح أهل البيت عليهم السلام وأوردنا منها أبياتاً، ونسيبها هذا:

حَنَّتْ فَأَذْكتْ لَوْعَتي حَنينا ... أَشْكُو من البَيْن وتشكو البِينا

قد عاثَ في أشخاصِها طُولُ السُّرى ... بقَدرِ ما عاثَ الفِراقُ فِينا

فخَلِّها تَمْشِي الهُوَيْنا طالما ... أَضْحَتْ تُباري الريح في البُرِينا

فكيف لا نَأْوِي لها وهي التي ... بها قَطَعْنا السَّهْل والحُزونا

ها قد وَجَدْنا البَرّ بَحْرَاً زاخِراً ... فهل وجدتُم غيرَها سَفِينا

إنْ كُنّ لا يُفصِحْنَ بالشَّكوى لنا ... فهُنَّ بالإرزامِ يَشْتَكينا

قد أَقْرَحَتْ بما تَئِنُّ كَبِدي ... إنّ الحزين يَرْحَمُ الحزينا

لو عَذُبَتْ لها دموعي لم تَبِتْ ... هِيماً عِطاشاً وترى المَعينا

وقد تياسرتَ بهِنّ جائراً ... عن الحِمى فاعْدِل بها يَمينا

نُحَيِّ أطلالاً عفا آياتِها ... تَعاقُبُ الأيام والسِّنينا

يقولُ صَحْبِي أَتَرَى آثارَهم ... نعم، ولكن لا أرى القَطينا

لو لم تَجِدْ رُبوعُهم كَوَجْدِنا ... للبَيْنِ لم تَبْلَ كما بَلينا

ومن رأى قَبْلَ اللِّحاظِ أَنْصُلاً ... أَرْدَتْ وما فارقَتِ الجُفونا

أكُلَّما لاحَ لعَيْني بارِقٌ ... بَكَتْ فَأَبْدتْ سِرِّيَ المَصونا

لا تأخذوا قلبي بذَنبِ مُقلَتي ... وعاقِبوا الخائنَ لا الأمينا

ما اسْتَتَرتْ بالورَقِ الوَرْقاءُ كي ... تَصْدُقَ لمّا علَتِ الغُصونا

كم وَكَلَتْ بكلّ باكٍ شَجْوَهُ ... يُعينُه إنْ عَدِمَ المُعينا

هذا بُكاها والقَرينُ حاضرٌ ... فكيف مَن قد فارَق القَرينا

أقسمتُ ما الرَّوض إذا ما بَعَثَتْ ... أرجاؤُه الخِيرِيَّ والنِّسْرينا

وعَذُبَتْ أنهارُه وأدركتْ ... ثِمارُه وأبدَتِ المَكْنونا

أَشْهَى ولا أَبْهَى ولا أَوْفَى ولا ... أَحْلَى بعَيْني لينا

مِن قَدِّها ووجهها وثَغرِها ... وشَعرِها فاستمِع اليَقينا

وله:

أَقْوَتْ مَغانيهم فأقوى الجسَدُ ... رَبْعَانِ كلٌّ بعد سُكْنى فَدْفَدُ

أسألُ عن قلبي وعن أحبابِه ... ومنهمُ كلُّ مُقِرٍّ يَجْحَدُ

<<  <  ج: ص:  >  >>