للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الَغْزير الإِفضالِ وَالفَضْلِ والنا ... ئلِ والْعِلمِ والتُّقى والسَّدادِ

باذلٌ في مَصالح الدّينِ طَوْعاً ... ما حَواهُ مِنْ طارفٍ وَتِلادِ

وَتَراهُ صَعْبَ الْمَقالَة في الشرّ ... وَلكنْ في الخير سَهْل القِيادِ

جَلَّ رُزْءُ الفِرْنْج فاسْتَبدلوا مْن ... هـ بِلُبْس الحْديدِ لُبْسَ الحْدِادِ

فَرَّقَ الرُّعبَ منهُ في أَنْفُس الكُفّ ... ارِ بَيْنَ الأرواحِ والأجسادِ

سَطوةٌ زَلْزلتْ بسُكّانها الأرْ ... ضَ وَهَدَّتْ قواعد الأطوادِ

أَخَذَتْهُمْ بالحقِّ رَجْفةُ بأْسٍ ... تَركتْهُمْ صَرْعى صُروفِ العَوادي

آيةٌ آثَرَتْ ذَوي الشِّرْك بالهُلْ ... كِ وَأَِهلِ الإيمانِ بالإرشادِ

ومنها:

أَنْتَ قُطْبُ الدُّنيا وَأَصحابُك الغُرُّ ... مَقام الأَبدالِ والأوتادِ

لم يَجِدْ عندَك النِّفاقُ نَفاقاً ... فَلِسُوق الفَساد سُوءُ الْكَسادِ

والْعَنُودُ الكَنُود ذو الغِشِّ غَشّا ... هُ رِداءَ الرَّدى عَناءُ الْعِنادِ

ومنها معنى ابتدعته في الزلزلة غريب:

وَبِحَقٍّ أُصيبتِ الأَرْضُ لمّا ... مَكَّنَتْ من مَقامِ أهْل الفسادِ

عَلِمتْ أنّها جَنَتْ فَعَراها ... حَذَراً من سُطاك شِبْهُ ارْتِعادِ

وقصد الموصل بعد موت أخيه قطب الدين مودود وأضافها إلى مملكته ثم سلمها إلى ابن أخيه سيف الدين غازي وعاد عنها منصوراً محبوراً إلى ولايته، فقلت ونحن في العود قد خيمنا على حلب، وفزنا بكل طلب، خامس عشر رجب، سنة ستٍ وستين:

الْحَمدُ لِلِه فُزْنا ... وَللمَطالبِ حُزْنا

حُزْنا السُّرورَ وَمات الحَ ... سُود غَماً وَحُزْنا

وَعاد سَهلاً من الأمْ ... رِ كلُّ ما كانَ حَزْنا

وَأَذْعَنَتْ وَاستقادتْ ... مُنًى لنا قد نَشَزْنا

مَواعِدُ الله في كلّ ... سُؤْلِ نَفْسٍ يَجَزْنا

إنّ الأعاديَ ذَلّوا ... بنَصْرِنا وَعزَزْنا

كم ظَهْرِ شِرْكٍ قَصَمْنا ... وَعْطْفِ عِزٍّ هَزَزْنا

وَجيشِ باغٍ هَزمْنا ... وَرأْسِ عاتٍ هَمَزْنا

وَفُرْصَةٍ للأَماني ... مع النَّجاحِ انْتَهَزْنا

وَكم مراكزِ ملكٍ ... فيها الرِّماحَ رَكَزْنا

وَكم عَدّوٍ سَلبنا ... هُ ملكَه وَابْتَزَزْنا

نِلْنا الذي قد رَجَوْنا ... بِالْحَوْطِ ممّا احترَزْنا

وَلم يُجزْ من أُمورِ الدُّ ... نْيا سِوى ما أَجَزْنا

ببأْسِ محمودٍ المَلْ ... ك لِلْخطوب بَرَزْنا

وَبَيْنَ صَرْفِ الْعَوادي ... وَبيْننا قد حَجَزْنا

لِلّه جَمُّ أَيادٍ ... عن شُكرها قد عَجزنا

بكلِّ كنْزٍ سَمَحْنا ... والحمدُ مما كَنَزْنا

إنّا لَأَصْفى وَأجَدْى ... في الخير وِرْداً وَمُزْنا

ما ساجَلَ الناسُ إلاّ ... فُتْنا مَداهُمْ وَجُزْنا

لنا خلائِقُ غُرٌّ ... عَلَى الوفاءِ غُرزْنا

نُزِّهْن عن كلِّ سوءٍ ... وَبالْخَنا ما غُمْزنا

نَضيقُ بالحال ذَرْعاً ... وَنُوسِعُ الْعِرْضَ خَزْنا

وَلم نَدعْ للأَعادي ... في مَوْقِفِ الفَخْرِ وَزْنا

<<  <  ج: ص:  >  >>