للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا عِزَّ إلّا عِنْدَ عِزِّ الدّينِ مَوْ ... لايَ الأَجَلِّ أَخي الْفَخارِ الْأَنْبَهِ

يَهَبُ الْأُلوفَ لِمُجْتَديهِ وَظَنُّهُ ... أَنْ قَدْ حَباهُمْ بِالْأَقَلِّ الأَتْفَهِ

أَنْتُمْ بَني أَيُّوَب أَكْرَمُ عُصْبَةٍ ... هذا الزَّمانُ بِفَخْرِ سُؤْدُدِهِمْ زُهي

وَأُولو وُجوهٍ بَلْ صُدورٍ منْ نَدى ... ماءِ الْبَشاشَةِ وَالسَّمَاحَةِ مُوَّهِ

عَذُبَتْ مَوارِدُكُمْ وَطابَتْ لِلْوَرى ... وَصَفْت فلَمْ تَأْسَنْ وَلْم تَتَسَنَّهِ

ما يَدَّعي مَلِكٌ بلُوغَ مَحَلِّكُمْ ... إلاّ تَقولُ لَهُ مَساعِيكُمْ: صَهِ

وَالنّاصِرُ المَلِكُ الصَّلاحُ هُوَ الّذي ... إلاّ بهِ اللَّزَباتُ لمْ تَتَنَهْنَهِ

لاهٍ عَنِ اللاّهي بِدُنْياهُ وَعَنْ ... إعْزازِ دِينِ اللهِ يَوْماً ما لَهي

فاقَ المُلوكَ عُلًي وَإنْ لمْ يَظْفَروا ... مِنْها بغَيْرِ تَشَبُّثٍ وَتَشَبُّهِ

إنَّ الْمُلوكَ تَخَلَّفُوا وَسَبَقْتُمُ ... أَيْنَ السَّوامُ مِنَ الْعِتاقِ الفُرَّهِ

راجِيكُمُ منْ داءِ كُلِّ مُلِمَّةٍ ... يَشْفى وَعِدُّ سَماحِكُمْ لمْ يُشْفَهِ

وَعَدُوُّكُمْ في مَهْرَبٍ لمْ يُنْجِهِ ... وَوَليُّكُمْ في مَطْلَبٍ لمْ يُنْجَهِ

إنْ يَجْحَدِ الشّاني عُلاكَ فما تَرى ... إشْراقَ عَيْنِ الشَّمْسِ عَيْنُ الأَكْمَهِ

وَلَرُبَّ مَجْرٍ رائِعٍ حَمَلاتُهُ ... وَتَخالُهُ في الزَّحْفِ سَيْلَ مُدَهْدِهِ

يَقْرِي الْعَواسِلَ مِنْ فَرائِسِ أُسْدِهِ ... لَحْماً بِنارِ الْبِيضِ مُشْعَلَةً طُهِي

مَتَحَتْ بِه قُلْبَ الْقُلوبِ ذَوابِلٌ ... أَشْبَهْنَ أَشْطاناً بِأْيدي مُتَّهِ

فَالْأَسْمَرُ الْعَسّالُ يَحْكي ناحِلاً ... مُتَلَوِّياً مِنْ سُقْمِهِ لمْ يَنْقَهِ

وَالْأبْيَضُ الرَّعَافُ يُشْبِهُ مُدْنَفاً ... أَلِفَ الضَّنى وَأَصابَهُ جُرْحٌ صَهِي

وَهُوَ الّذي ترَكَ الْعِدى مِنْ رُعْبهِ ... يَوْمَ اللِّقاءِ بِصَدْمِهِ في وَهْرَهِ

بِكَ أَصْبَحَتْ راياتُهُ مَنْصورَةً ... يا سَيِّداً عَنَتِ الْوُجوهُُ لِوَجْهِه

لَكَ في الشَّهامَةِ وَالصَّرامَةِ مَوْقِفٌ ... لِصِفانِه إعْجازُ كُلِّ مُفَوَّهِ

مَا الصّارِمُ الْهِنْدِيُّ غَيْرَ مُكَهَّمٍوَالْباسِلُ الصِّنْديدُ غَيْرَ مُنَفَّهِ؟

وَإذا عَزَمْتَ تَرَكْتَ أَعْداءَ الْهُدى ... مَا بَيْنَ هُلاَكٍ وَحْيرى عُمَّهِ

يا حِلْفَ جُودٍ لِلْغُيوثِ مُخَجِّلٍ ... أَبداً وَبَأْس اللُّيوثِ مُجَهْجِهِ

مَوْلايَ مِنْ مَدْحي سِواكَ تَوَجُّعي ... وإِلَيْكَ مِنْ دونِ الْمُلوكِ تَوَجُّهي

أَهَبُ الثَّناءَ لَمِجْدِ بَيْتِكَ طائِعاً ... وَأَبيعُهُ لِسِواكَ بَيْعَ الْمُكْرَهِ

مَدْحُ الْجميِع مُوَجَّهٌ وَمَديحُكُمْ ... في الصِّدْقِ وَالإخْلاصِ غَيْرُ مُوَجَّهِ

يَفْديكَ مَغْرُورُ الزَّمانِ بلَهْوِهِ ... وَلَهاهُ غَرَّارُ السَّرابِ بلَهْلَهِ

مَوْلايَ مِصْرٌ أَخْملَتْ قَدْري فكُنْ ... باسمي جُزيتَ الْخَيْرَ خَيْرَ مُنَوِّهِ

شَرَهي عَلى العَلْياءِ جَرَّ مَعاطِبي ... أَمِنَ المَعاطِبَ كُلُّ مَنْ لمْ يَشْرَهِ

وَلقَدْ تَملَّى بالسَّعادَةِ ذُو غِنىً ... عَنْ شَقِوْةِ الْمُتَطَلِّبِ الْمُتَطَلَّهِ

أَيْنَ الْكَرامَةُ لِلأْفاضِلِ عِنْدَكُمْإنْ لمْ تكُنْ عِنْدَ الْكِرامِ فأَيْنَ هِيْ؟

لَبّى نِداءَ نَداكَ لُبُّ رَجائِه ... فازْجُرْ مُلِمَّ الْيَأْسِ عَنْهُ وَانْدَهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>