للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِداهُ من السوءِ حسَّادُه ... جميعاً على أَنَّهم أَحقر

فكم قَدَّرُوا الوضعَ من قدره ... وتأبى المقاديرُ ما قدَّرُوا

وكم آثروا ثلمَ عليائه ... فما ثلموها ولا أَثَّرُوا

يحلِّقُ نحو سماءَ العلا ... وهم قبل تحليقه قصَّرُوا

فلله منه فَتى عزمةٍ ... تجيءُ الليالي بما يَقْدُرُ

ونظَّامُ مجدٍ يُرى نَفْيُهُ ... لأَعْرَاضِه أَنه الجوهر

وعدليُّ فعلٍ يقولُ الزمانُ ... لإِجباره إِنَّهُ مُجْبرُ

وبحرُ علومٍ يُرَى موجُهُ ... يُعَبِّرُ عنه ولا يُعْبَرُ

لك الله ماذا عسى أن يقولَ ... لساني وماذا عسى يذكر

فقد صرتُ أَشعر إِن رمتُ نظمَ ... مديحك أَنيَ لا أَشعر

وإِني عزمت على سفرةٍ ... أَرى وجه إِقبالها يسفر

وأحببتُ خدمةَ مَن دهرُنا ... لأَغراضه خادمٌ أَصغر

وآثرتُ صحبة مولى الأنامِ ... لأبلغَ منه الذي أُوثِرُ

ستغبطني فيه شمسُ الضحى ... ويحسدني القمر النيِّر

وأصبحُ لا عيشتي عنده ... تُذَمُّ ولا ذمتي تُخْفَر

وأُبصرُ دهريَ من ذنبه ... يتوبُ إلَيَّ ويستغفر

أودِّعُ منك الحيا والحياةَ ... وأُودِعُ قلبي لظىً يَسْعر

وأَرحلُ عنك ولي خاطرٌ ... بتذكار غيركَ لا يخطر

ومن كان مثلي سعى في البلاد ... فيكسى من العز أو يكسر

وما طلبي غير نيل العلا ... ومثلي على مثلها يعذر

فلا تنسني من مجاب الدعا ... فإني وليدك يا جعفر

وقال وقد اقترح عليه أن يذم الخال:

يا من غدت تختال في خالها ... وخالُها يقضي بتهجينها

كأنما خدُّكِ تفاحةٌ ... وخالُها نقطة تَعْيِبنِهَأ

وقال فيه:

لا تُجْرِ دمعاً على سعادٍ ... فإن هِجْرَانَها سَعَادَهْ

زهتْ على قومها بخالٍ ... أَكسبها منهمُ زَهَادَه

وما درت أَنَّ كلَّ خالٍ ... بغضتُهُ للظريفِ عاده

إني لأختصه بمَقْتِي ... لمّا تَخَيَّلْتثهُ قُرَاده

وقال في قواد:

لي صاحبٌ أَفديه من صاحبٍ ... حلوِ التأنِّي حَسَنِ الإِحتيالْ

لو شاءَ من رقةِ ألفاظِهِ ... ألَّفَ ما بين الهدى والضلالْ

يكفيك منه أنه رُبَّما ... قاد إلى المهجورِ طيفَ الخيال

وقال:

وَغادةٍ عندها وَغادَهْ ... صارت لها سُنَّةً وعادَه

إن هام بها جنوناً ... جعلتُ ساقاتِها قِلاَدَه

وقال يهجو:

وشاعرٍ كاتبٍ أَديبٍ ... منظَّمِ العقدِ والقياس

قلتُ له والفضول داءٌ ... وهو كما قيل كالعُطَاس

لِمْ صِرْتَ تَبْغي وصرتَ تَبْغُو ... قالَ من العشقِ للجناس

وقال:

لا أَصْرِفُ الوَجْهَ عن إِنسانِ غانيةٍ ... ولستُ أصرف عنها وجْهَ إِنساني

ولا أُريدُ لقوَادٍ مُسَاعدةً ... إن الشبيبةَ من أَعْيانِ أَعوانِي

وقال موشحاً يمدح به أباه:

أَخْمَلَ ياقوتَ الشفقْ ... دُرُّ الدراري

وساح في أُفْقِ الغَسَقْ ... نَهْرُ النهارِ

وفتَّ كافورُ الصباحْ ... مسكَ السماءِ

وفاح من نشرِ الأَقاحْ ... نشرُ الكَبَاءِ

وهبَّ من جسم الرياحْ ... مثلُ الهباءِ

ولاح من زَهْرِ البطاحْ ... نَدُّ الهواءِ

وسار في بَدْرِ الأُفُقْ ... سِرُّ السِّرارِ

وقد وقى الشمسَ الغَرَقْ ... منه سماري

<<  <  ج: ص:  >  >>