للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاترك لعيدانِ الطلولْ ... تَنْدُبُ مَيَّا

واشربْ على رغمِ العذولْ ... من الحُمَيَّا

وانثرْ على أُفق الشَّمُولْ ... عِقْدَ الثريا

وقل لساقيك العجولْ ... باللَّهِ هَيَّا

أَما ترى نورَ الفَلَقْ ... شيبَ بنارِ

لعلَّهُ قد استرقْ ... شمسَ العُقَار

لا شمسَ إلا من مدامْ ... ذاتِ وقودِ

تجلو بتمزيقِ الظلامْ ... وجهَ الرشيد

نفسُ العلا معنى الأنامْ ... سرُّ الوجود

وهو إِذا عُدَّ الأنام ... بيتُ القصيدِ

تخلَّفوا وقد سَبَقْ ... إلى الفَخَارِ

فليس فيهم من لَحِقْ ... غيرَ الغبارِ

أغنى وأقنى باللُّهَى ... وما تَعَسَّرْ

وقاده فضلُ النُّهَى ... فما تعثَّر

ورام أعلى ما اشتهى ... فما تَعَذَّر

وحاز مقدارَ السُّهَا ... فما تكَبَّر

فجلَّ ربٌّ قد خَلَقْ ... بالاقتدارِ

هذي المعالي من عَلَقْ ... بلا تَمَارِ

عمري ببقياهُ شبابْ ... والعيشُ صافي

وليس لي فيه شرابْ ... غيرُ السُّلافِ

وكعبتي خودٌ كَعَابْ ... لها طوافي

قالت برغم الاجتنابْ ... والانحرافِ

جِي يا حبيبي واستبِقْ ... واحْلُلْ إِزاري

فإن زوجي ما غَلَقْ ... ذا اليومَ داري

وقال موشحاً يرثي أمه:

يا مَا عَرَا قلبي وما دهاهْ ... مضى نُهَاهْ

لما نهاهُ الوجد مَعْ مَنْ نَهاهْ

ما زال لي مذ دهاني الزمانْ

أُنْسٌ شجاعٌ واصطبارٌ جَبَانٌ

وعَبْرَةُ خالِعَةٌ للعِنَانْ

لا تقبلُ الصونَ وترضى الهوانْ

وناظري قد غاب عنه كراهْ ... تُرى سَرَاه

أَو يُفْسِحُ الدهرُ له في شِرَاهْ

صبراً جميلاً أين صبرٌ جميلْ

ذاك سبيلٌ ما إليه سبيلْ

وقتي قصيرٌ وحديثي طويلْ

حسبكَ مَنْ راحتُهُ في العويلْ

وجُلُّ ما يبغيه لُقْيَا الوفاهْ ... وهي شِفَاهْ

تَبْرِي خطوباً خاطَبَتْهُ شِفَاهْ

حزني على أُمِّيَ حزنٌ شديدْ

تَبْلَى الليالي وهو غَضٌّ جديدْ

فقلْ لنارِ القلب هل مِنْ مَزِيدْ

وقل لصَرْفِ الدهر هل من مَحِيدْ

غلطتُ دعْ دهري وما قد نواهُ ... فهل عساهْ

يأتي إِلا دون ما قد أَتَاهْ

لهفي على من شطَّ منها المزارْ

وأَظلمتْ من بعدها كلُّ دار

وصار للمقدارِ فيها الخيارْ

وقد بكى الليلُ لها والنهارْ

هذا لفقدِ العُرْفِ ما قد شجاه ... وللصلاه

هذا أطالَ الوجدُ فيها بكاه

يا ليتني سابِقُهَا للمماتْ

ولا أَرى نفسي بشر الصِّفاتْ

منتزَعَ الصبرِ عديمَ الثبات

فكم ثكالى قُلْنَ مستعجلاتْ

هذا المسيكينْ ما بَقَى لَهُ حَيَاهْ ... هَدَّ قُواهْ

واهاً عليه ثم واهاً وواهْ

وقال يذكر ليلة وصال:

ظبيٌ بحسماءَ حالي الجيدِ بالعَطَلِ ... لكنه قد جَلاَهُ الحسنُ في حُلَلِ

موشّحاتٌ ولكن من ذوائبهِ ... لما رآه مُحَشَّى الطرف بالكَحَلِ

أتى إِليَّ وأَهدى خدَّهُ لفمي ... فقمتُ أَقْطُفُ منه وردةَ الخجل

والليلُ قد مَدَّ سِتْراً من سحائبه ... لمّا تخيَّلَ أنّ الزَّهْرَ كالمُقَلِ

<<  <  ج: ص:  >  >>