للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا يا خليليَ من وائلٍ ... أَعِنِّي على ليليَ الساهرِ

إلى كم أُسَوَّفُ عطفَ الزمانِ ... وعَزَّ النتاجُ من العاقر

وعزَّ على المجد أني قنعتُ ... بأيسرِ من حَسْوَةِ الطائر

وما ذلَّ في الخطب عونايَ من ... لسانيَ والمِخْذَمِ الباتر

لياليَ لا أنا شاكي الصحابِ ... ولا غدرُهُمْ شاغلٌ خاطري

وإني على شَغَفِي بالقريضِ ... لآنفُ من همةِ الشاعرِ

سرى رَجَبٌ يستحثُّ الشهور ... نزاعاً إلى فضلك الباهر

أَتاكَ يجدِّدُ عهدَ المشوق ... على كاهلِ الفَلَكِ الدائرِ

وله من قصيدة:

وقورٌ متى يستطلق الجهلُ حَبْوةً ... تبيَّن في صَدْر النَّدِيِّ وقارُه

ويطربُه ذكرُ النَّذَى فتخالُهُ ... أَخا نشوةٍ جارتْ عليه عُقَارُهُ

إذا اكتحلتْ بالطعن أَجفانُ خيله ... فإثمدها في كلِّ فج غباره

إذا انبجست كفاه والمزن ممسك ... فما ضرَّنَا إلا بصوبٍ قِطَارُه

وله من أخرى:

يا صاحبي قمْ ترى برقاً كما نُشِرَتْ ... مُلاءَةُ الفجر هاج الوجدَ والذِّكَرَا

وسَلْ نسيمَ صبا نجدٍ لعلَّ به ... عن العذَيْبِ وجيران الغَضَا خَبرا

تضوَّعَتْ من ثرى واديه إذ خَطَرَتْ ... رَيَّا فما زالَ من أَردانها عَطِرا

تجنى وَيعْذُرُها حسنٌ تُدِلُّ به ... فكلُّ ما فعلتْهُ كان مُغْتَفَرَا

وله من أخرى:

خلعنا الصِّبَا ولبسنا الوقارا ... وكان الشبابُ رداءً مُعَارا

ويا ربما ليلةٍ قد خَطَرْتُ ... إلى اللهو يُرْخي مَراحي الإزارا

أَردُّ مشورةَ رأْي النُّهَى ... عليه وأَرْضَي الهوى مستشارا

ليهنِكَ يا عاذلي أَنني ... ملكتُ على صَبَواتي الخيارا

رَقَتْ دمعةُ الشوق من ناظري ... وخلَّفْتُ غيريَ يبكي الديارا

ولم تُنْسِني عِفَّتي غادةٌ ... تَزينُ المعاصمُ منها السِّوَارا

إذا انتقبتْ قلتَ بدرُ التما ... م لاثَ عليه الغمامُ الخِمَارا

ولا أغيدُ الجيدِ أَمسى يديرُ ... من طَرْفِهِ ويديه العُقَارا

إذا هو أَرْعَفَ إِبريقه ... كستْ يدُهُ كأسَه الجُلَّنارَا

تخالُ فَوَاقِعَها لؤلؤاً ... وَهَى سِلْكُهُ ودموعاً غزارا

إذا الماءُ عاتبَ أَخلاقها ... رأيتَ الشقائقَ منها بَهَارا

تضيءُ لنا فَحَماتِ الظلا ... م من قبل أنْ يقبسَ الفجرُ نارا

وبين الوشاحين منه القضيبُ ... وتحت الحقاب نقاً حيثُ دارا

وله من أخرى وهي طويلة:

سل بني نبهان هل زهدوا ... في ثناءٍ من فتى قُرَشِي

صار كالكَمُّونِ بينهمُ ... بالمُنى يُرْوَى من العَطَشِ

وابتلاه الدهر بينهمُ ... بعدوٍ مُرْتَشٍ وَيَشِي

وله من أخرى:

هل أنت باليأسِ المُريح مُخَلِّصِي ... من أَسْر ميعادِ المُنى المُتَخَرِّصِ

وإِليك أَشكو سوءَ حظٍ مُشْرِقي ... أَنَّي شربتُ وإِن أَكَلْتُ مُغَصِّصِي

ماذا على الأيامِ لو هيَ أحسنتْ ... أَوْ سامحتْ بالعيش غيرَ منغَّصِ

وأشدُّ ما لاقيتُ من أَحداثها ... ما قد تجدَّدَ في جفاءِ المُخْلِصِ

وعدُ الزيادة قد تطاولَ عمره ... حتى مللت ترقُّبي وتربُّصِي

ما كنتُ أولَ مستزيدٍ لم يُزَدْ ... وأنا السعيدُ اليوم إن لم أُنْقَصِ

وقال:

أَغرى به الشوقَ اللجوجَ وحَرَّضَا ... برقٌ أَضاءَ له على ذات الأَضَا

متبسِّماً منه الغمامُ كأنَّمَا ... هزَّ القيون به الحسامَ المنتضى

<<  <  ج: ص:  >  >>