للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعصى الفؤادُ سُلُوَّه لما غدا ... طوعَ الوشاةِ فصدَّ عنه وأَعرضا

هيهات إِبراء السقيم من الضَّنَا ... يوماً إِذا كان الطبيب المُمْرِضَا

ما كان لولا حبُّ مَنْ سَكَنَ الغضا ... يُخْشَى حَشاه لذكره جمرَ الغضا

زمنٌ مضى فوق المنى فكأنه ... حكمٌ تقاضى حسرةً ثم انقضى

خالفتُ يومَ البين حكمَ تجلدي ... لما قضى فيه الفراق بما قضى

وبمهجتي رشأٌ أَغَنُّ بطرفِهِ ... مَرَضٌ وصحةُ طَرْفِهِ أَنْ يَمْرَضَا

قد صرَّح الهجران فيه لمدْنف ... خاف الرقيبَ على هواه فعرَّضا

كم يقتضيني الدهرُ حقِّي عنده ... الدَّيْنُ لي وأنا الغريمُ المُقْتَضَى

وله على وزنها من أخرى:

كان الشبابُ وقد خَلَعْتُ رداءَهُ ... طيفاً سَرَى وخضابَ داجيةٍ نَضَا

ومنها في الاعتذار عن مدح غير هذا الممدوح:

شَعْرٌ حَمَلْتُ سوادَه وبياضه ... فوجدت أثقلَ ما حملتُ الأبيضا

ما إِنْ مدحتُ سواك إِلا رِقْبَةً ... مني لصِلِّ حماطة قد نضنضا

فمسحتُ بالأشعارِ عِطف عُرامِهِ ... وحملت عذرَ زمانه حتى انقضى

والآن عُدْت وكنت عُوداً ذاوياً ... نبتاً بصوب نداكمُ قد روَّضا

وحُسِدت ما شَرَّفْتَني بِسَماعِهِ ... حتى تمنَّى مُفْحَمٌ أن يَقْرِضَا

وقال:

كلَّ يومٍ نَلْقَى ببابكَ غَيْظاً ... أملاً خائباً وسَعياً مضاعا

ووجوهاً يُغَضُّ من دونها الطر ... فُ كما قابلَتْ عيونٌ شعاعا

ليتهمْ إِذ حموكَ من كلفة الإذ ... ن لنا أَوصلوا إِليك الرقاعا

وقال:

لعذلِ العواذل أَلاّ أَعي ... وألاّ أُصِيخَ له مسْمَعي

ويا لائمي في غرامي بها ... أَضَعْتَ الملام فخذْ أو دَعِ

أتطمعُ للقلب في سلوةٍ ... وهيهات في ذاك لا تَطْمَعِ

أطعتُ الهوى وعصيتُ النصيحَ ... وقال العذولُ فلم أسمع

وقد أنكَرَتْ أنّ حبي لها ... جسرِّيَ في غير مُسْتَوْدَعِ

فلو جاز حكمي لدعْوَى الهوى ... جعلتُ اليمينَ على المدَّعي

أما عَلِمتْ أنّ لي بعدها ... هموماً تُكاثِرُها أَدْمُعي

أَبى لي تَنَاسِيَ ما قد مضى ... خيالٌ لها لازمٌ مَضْجَعي

ومنها:

وزارَ برغْمِ الكَرَى هاجعين ... نَشاوى بكاسِ الهوى المُتْرَعِ

وأشعثَ أخفاه برحُ السقامِ ... فنمَّتْ به أَنَّةُ المُوجَعِ

فيا منَّةً قد شكرت الرقاد ... لو أني انتبهت وقلبي معي

ومنها:

وقد علم الحرصُ أَنِّي برئْتُ ... إلى راحةِ اليأسِ من مَطْمَعي

وكم لي مع الدهر من وقعةٍ ... تبلَّجْتُ في وجهها الأسفع

وقال:

دعِ المطامعَ لا تحللْ بساحتها ... وارضَ القليلين من ريٍ ومن شِبَعِ

لا تخضعنَّ لأَمرٍ عزَّ مطلبه ... لا خيرَ في العيش ما أَدناك من ضَرَع

وقال:

غريمُ فؤادي في الهوى غيرُ منصف ... وماطلُ وعدي قد أبى الغدْر أن يفي

تكلَّفَ بي يومَ اللقاءِ بشاشةً ... وأقبحُ ما استَحْسَنْتَ بشرُ التكلف

ومنها:

رضيت وإن لم تسمحوا برضاكمُ ... على عزِّ قومي في الهوى ذلَّ موقفي

لِيَهْنِ حَسوُدي أن يُقَدَّمَ ناقصٌ ... فأَصبحَ فضلي علةً لتخلُّفي

ولو أنصفَ الدهرُ الكرامَ لما غدا ... يطيلُ على حظِّ اللئام تلهفي

ليَ اللهُ من قلبٍ لجوجٍ بصبوةٍ ... إلى العزِّ ما يزداد غير تغطرف

ركوبٍ لأَثباجِ المخاوفِ دونها ... ومَنْ طلبَ العلياء لم يتخوَّف

أَأُرْمَى بعيش الخاملين وقد أَبَى ... ليَ اللهُ أن يَرْضى فراسي وخندفي

ومنها في القلم:

<<  <  ج: ص:  >  >>