للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما هذه أَوَّل ما ردَّني ... عنه بلا أَجرٍ ولا مغنم

فخلِّ عن عتبك لي إِنها ... شِنْشِنَةٌ تُعْرَفُ من أَخْزَم

أقسمتُ بالله ولولا عُلا ... مجدِ أبي القاسم لم أُقْسم

إن ابنَ حمَّودٍ له راحةٌ ... تستجلب الحمدَ من المِرزَمِ

المجمِلُ المنعمُ إن حُبِّرَتْ ... مدائحٌ في المجمل المنعم

والكعبةُ الغراء لكنها ... تُحِلُّ ما يَحْرُمُ للمحرم

في كل يومٍ لوفود الندى ... ببابه مُجْتَمَعُ الموسم

للمالِ من راحته عندهم ... أضعافُ ما للماء من زمزم

يفيض بحرُ الجود من كفِّهِ ... فَيَزْدَرِي بالزاخر الخِضْرِمِ

سائِلْهُ أَو سَلْهُ تجد عندهُ ... هُدَى جهولٍ وغِنَى مُعْدِم

ومنها:

ولو أَعارَ الليلَ آراءَه ... ما احتاج ساريه إِلى الأَنْجم

فضائلٌ كادتْ لإِفراطِها ... تُنْطِقُ بالشكرِ فمَ الأبكم

ما بدأَ الإحسانَ فاحتاج أَن ... يقول راجيه لهُ تَمِّم

يا من يجاريه إلى غايةٍ ... سالِمْهُ وارْجعْ دونَه تَسْلَم

لا يرتقي للنجم ذو سُلَّمٍ ... فكيف من كانَ بلا سلم

يا سيداً أَفعالُهُ غُرَّةٌ ... فوق جبينِ الزمن الأَدهم

صُمْ وافرَ الأَجْرِ وصِمْ حاسداً ... يشجوه قولي لك صُمْ أو صِم

وابقَ وزدْ واعلُ وسُدْ واصطنعْ ... واردفْ وجُدْ وابدأْ وعِدْ واسْلَمِ

وله من قصيدة:

زَهَرْنَ فاعجب لروضٍ ما له زَهَرُ ... إلا المباسمُ والألحاظُ والطرَرُ

ولا تقلْ لهبُ الوجْناتِ يَحْرِقُهَا ... فللعذارِ على أَرجائها نَهَرُ

أَحْسِنْ غُرَراً قالت محاسنها ... بالنفسِ يُحْمدُ في أَمثاليَ الغَرَرُ

سفرْنَ والليلُ طِرفٌ أدهمٌ فَجَرَتْ ... فيه الحجولُ من الأَنوارِ والغُرَرُ

وقُمْنَ يَحْمِلْنَ في الأَجفانِ مرهفةً ... لو كانت البيضَ قلنا إنها البُتُرُ

وكان من فعلها بالسحرِ أَنْ فعلتْ ... على العِشَاءِ بما يأتي به السَّحَر

فما ارتقبتُ الدراري إذ سهرت لها ... إلا كأصدافِ يَمٍ حشوُهَا دُرَر

ولا اجتليتُ بدورَ الأفق عن كَلَفٍ ... إلا بمن أُتْلِفَتْ في صَوْنِهِ البِدَرُ

وفي الحشا والحشايا صبوةٌ كَبرتْ ... فزادها عنفواناً ذلك الكبر

توري زنادَ اشتياقٍ ما استطارَ به ... لي من مشيبيَ بل من أَدمعي شَرَر

وفي فؤاديَ لا فَوْدِي قتيرُ هوىً ... لم يُخْفِهِ الشَّعْرُ إن لم يبده الشَّعَر

ومنها:

أنا المحبُّ وما بي من يقالُ له ... أَولى لك العذلُ لا أَولى لك العُذُر

إن قلتُ ماسَ فما قصدي به غُصُنٌ ... أو استنارَ فما قصدي به قَمَرُ

المالُ عند ذوي الإِقْتارِ مُحْتَقَبٌ ... والمالُ عند ذوي الأَقْدَارِ محتقر

فإن عدمتُ الذي صاروا به عُدُماً ... فما افتقرتُ وعندي هذه الفِقَرُ

ولم أُقَلْقِلْ ركابي أَنْ نأى وطَنٌ ... ولا أطلتُ اغترابي أن نبا وطر

لكن بنو الْحَجَر استدعت مكارِمُهُمْ ... عَزْمي وقد كاد يُسْتَدعَى بها الْحَجَر

نادى لسانُ الندى منهم فأسمعني ... فقمتُ أعبر بحراً كله عِبَر

ومنها:

ترى المواخرَ تجري في زواخرِهِ ... فترتقي في أَعاليه وتَنْحَدِرُ

من كل سوداءَ مثلِ الخال يحملها ... بوجنةٍ منه فيها للضحى خَفَرُ

لذاك جادوا نَدىً فيه أَجَدْتَ بنا ... فليس يُعْرَفُ لا حَصْرٌ ولا حَصَرُ

ومنها:

والشعرُ منه قصيرٌ عمره زَهَرٌ ... يَذْوي ومنه طويلٌ عمره زُهُرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>