للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكالمواعظِ سهلٌ صَوْغُها زُبُرٌ ... وكالحديدِ ثَقيلٌ وزنه زُبَرُ

أو كالعيونِ فهذي حظُّها حَوَلٌ ... يَغُضُّ منها وهذي حظُّها حَوَرُ

ومنها:

لله درُّ حَياءٍ حزته وحِباً ... كأَنك العَضْبُ منه الأَثْرُ والأَثَر

وفي يمينك يجري كيف تأمره ... ما يحسد الذكر عنه الصارمُ الذَّكَر

ومنها:

أنالني في اغترابي كلَّ مُغْربة ... فما النفيرُ بمعدومٍ ولا النَّفَر

وشد أَزري فما أَحْفَى بنائبةٍ ... تقولُ أبياتها هيهات لا وَزَرُ

من بعد ما قَرَعَتْني كلُّ قارعة ... أَيامها الحمرُ من أَعيانها الحُمُرُ

وبت أضب بالأشعارِ طائفةً ... لو أَنهمْ ضُربوا بالسيف ما شعروا

إذا نحتُّ القوافي من مقاطعها ... قالوا تكلفْ لنا أَنْ يَفْهمَ البَقَرُ

وقال من قصيدة يصف فيها البحر وركوبه وقصده أيام وفوده:

سَفَرَتْ عنكَ أَوجُه الأَسْفَارِ ... وجَرَتْ بالمنى إليك الجواري

فرفعنا لكَ الكواكب يا بد ... رَ الدياجي على الهلالِ الساري

وركبنا على عَذَاب بحارٍ ... أنزلتنا على عِذَابِ بحار

واعتسافُ الأخطار يجْمُلُ ما كا ... ن طريقاً إلى ذوي الأخطار

ما امتطينا أخت السحائب إِلا ... لتوافي بنا أخا الأمطار

كل نونٍ من المراكب فيها ... أَلِفَاتٌ مصفوفة للصواري

تَقْسِمُ الماء والهواءَ لساقٍ ... وجناحٍ من عائمٍ طيار

وهي ضِدَّانِ من جوانح ليلٍ ... قد أُقيمَتْ ومن جناحَيْ نهار

صُوِّرت كالفيولِ لولا قلوعٌ ... أبرزتها في صورةِ الأطيار

عَوَّضَتْنَا الأوطانَ عندك والأو ... طارَ بعد الأَوطانِ والأَوطار

فاستحقَّتْ بأن تُعَوَّضَ عوداً ... بعد عُود وعنبراً من نار

ومنها:

وأياديك إنهنَّ ثمارٌ ... حَمَلَتْهَا معاطفُ الأحرار

ومساعيك إنهنَّ نجومٌ ... مشرقاتٌ على سماء الفخار

أَنْتَ في الفضل في بني الحجر السا ... دةِ مثلُ الياقوتِ في الأحجار

ومنها في القلم:

وبيمناك طَيْرُ يُ نٍ وسَعْدٍ ... أصفرُ الظهر أَسودُ المنقار

قلمٌ دبَّرَ الأقاليم فالكتْ ... بُ به من كتائب المقدار

يا طرازَ الديوان والملكِ أصبح ... تَ طرازَ الديوان في الأشعار

وبنوكَ الذين مهما دجا الخط ... بُ أَرَوْنَا مطالعَ الأقمار

فأبو بكرٍ الذي أحرز المجدَ ... بسعي الرَّواحِ والإبْتِكَار

وتلاه فيما تلاه أخوه ... عُمَرٌ عاش أَطولَ الأعمار

ولعثمانَ حظُّ عثمانَ إلا ... في الذي دار من حديث الدار

ومنها:

وإذا شئت فالمجرَّةُ بَحْرٌ ... ليَ فيه بناتُ نعشٍ سَمارِي

وبكفِّي من النجومِ كثيرٌ ... هُوَ مَا قَدْ وهبتَ من دينار

ومن نثره فيه: ولما أذن لشوالٍ في أن تشال الكؤوس، ويوضع في طاعة الخمر بالرءوس، خلعنا عن سوالف الخلاعة عذار العذل، وركبنا خيل الفتك والمجون على أرض الجذل، وقلبنا لبطن العفة ظهر المجن، وسرنا نبعج تحت عجاج النذر وداج الدن.

وله في وصف بركة:

بركةٌ بوركتْ فنحنُ لديها ... نَسْتَفِيدُ الغِمارَ في ضخضاحِ

قطرتْ من قرارها بعيونٍ ... غادرتْنا بأسرع الإلتماحِ

تسرق اللحظة اختلاساً وتمضي ... نظرةَ الصبِّ خافَ إنكارَ لاحِ

قد صَفَتْ واعتلى الحَبَابُ عليها ... فَهْيَ سيان مَعْ كؤوسِ الراحِ

أيُّ درعٍ مصونةِ النسجِ تمتد ... السواقي فيها بمثل الصفاح

ومنها:

ومغنٍ تناولتْ يدهُ العو ... دَ فعادت بنا إلى الأفراح

<<  <  ج: ص:  >  >>