للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكأنَّ بحرَ الرُّوم خُلِّقَ وَجْهُهُ ... وطَفَتْ عليه منابتُ المَرْجَان

ولقد أتى الأسطولُ حين غزا بما ... لم يأتِ في حينٍ من الأحيان

أَحْبِبْ إليَّ بها شوانِيَ أَصْبَحَتْ ... من فتكها ولها العُدَأةُ شواني

شُبِّهْنَ بالغربانِ في ألوانها ... وفعلن فعل كواسر العْقبان

أوقرْتَها عُدَدَ القتالِ فقد غَدَتْ ... فيها القَنَا عِوضاً من الأَشْطَان

فأتتكَ مُوقَرَةً بسبيٍ بينه ... أَسْرَاهُمُ مغلولةَ الأذقان

حربٌ عَوَانٌ حَكَّمَتْكَ من العدا ... في كلِّ بكرٍ عندهمْ وعَوَان

وأعدتَ رُسْلَ ابنِ القسيم إِليه في ... شعبانَ كي يتلاءَمَ الشعبان

والفالُ يشهد باسمه أَن سوف يغدو ... الشامُ وهو عليكما قِسْمَانِ

منها في مدح نور الدين:

وأَراكَ من بعد الشهيدِ أباً له ... وجعلتَه من أَقربِ الإِخوان

وهو الذي ما زال يفْعَلُ في العدا ... ما لم يكنْ لِيُعَدُّ في الإمكان

ومنها في وصف قتله البرنس ويصف رأسه على الرمح بمعنى بديع:

قَتَلَ البِرِنْسَ ومن عَسَاهُ أَعانه ... لما عَتَا في البغي والعُدْوان

وأرى البريَّةَ حين عادَ برأسه ... مُرَّ الجَنَى يبدو على المُرَّان

وتعجبوا من زقةٍ في طرفه ... وكأنَّ فوق الرمح نصلاً ثاني

فليهنه أَنْ فازَ منك بسيدٍ ... أَوْفَى برتبته على كيوان

قد صاغَ من أَرماحه لمسامع الأ ... ملاك أقراطاً من الخِرْصَانِ

والخيلُ تعلمُ في الكريهةِ أَنَّه ... قد حط هيكلها على الفرسان

عَجَباً لجودِ يديه إِذْ يبني العلا ... والسيلُ يَهْدِمُ ثابتَ الأَرْكَانِ

ومنها يصف شعر الصالح:

وَلَنَارُ فظنته تُرِيكَ لشعره ... عذباً يُرَوِّي غُلَّةَ الظمآن

وعقودَ درٍ لو تجسَّمَ لفظها ... ما رُصِّعَتْ إلا على التيجان

وتنزهتْ عن أن تُرَى أَفْرَادُهَا ... لمواضعِ الأَقراط والآذان

من كل رائقةِ الجمال زَهَتْ بها ... بين القصائدِ عِزَّةُ السلطان

سيارةٌ في الأرض لا يعتاقها ... في سيرها قَيْدٌ من الأَوْزَأن

يا مُنْعِماً ما للثناء ولو غلا ... يوماً بما تُولي يداهُ يَدَان

قَلَّدْتَ أَعناقَ البرية كلَّهَا ... مِنَناً تحمَّلَ ثِقْلَهَا الثَّقَلاَن

حتى تَسَاوَى الناسُ فيكَ أصْبَح ... القاصي بمنزلةِ القريب الدَّاني

ورحِمْتَ أَهْلَ العجز منهمْ مثلما ... أصبحتَ تَغْفِرُ للمسيءِ الجانِي

وأنشدني الشريف إدريس الحسني للمهذب بن الزبير من قصيدة في مدح ابن رزيك أيضاً أولها:

أَمَجْلِسٌ في محلِّ العِزِّ أَمْ فَلَكُ ... هذا وهل مَلِكٌ في الدَّسْتِ أَم مَلَكُ

منها في المدح:

أغنى عيانُ معانيه النواظرَ عن ... قولٍ يُلَفَّقُ في قومٍ ويُؤتَفَكُ

يا واحدَ الدهر لا ردٌّ عليَّ إذا ... ما قلتُ ذلك في قولي ولا دَرَك

ما كان بعدَ أمير المؤمنين فتىً ... فيه الشجاعة إلا أنت النُّسُكُ

فالفعلُ منه ومنك اليوم مُتَّفِقٌ ... والنعتُ منه ومنك اليومَ مُشْتَرَك

يُدْعَى بصالح أهل الدين كلِّهِمُ ... وأنت صالحُ من بالدين يَمْتَسِك

لم ترضَ أَسماءَ قومٍ أصبحوا رِمماً ... كأَنَّ أَلْقَابَهُمْ من بعدهم تُرُكُ

ومنها:

وَافَى فأَرْدَى رجالاً بعد ما نَعِموا ... دَهْراً وأَحيا رجالاً بعد ما هَلَكوا

<<  <  ج: ص:  >  >>