للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَلَتْ ماءَهُ نارٌ فلولا التهابُها ... لسالَ ولولا ماؤهُ لتَسَعَّرا

وأرْهَفَهُ حُبُّ الطُّلاَ فَهْو ناحلٌ ... ولولا وصالٌ دائمٌ دقَّ أن يُرَى

وكان يقودُ الخيلَ يَعْثُرْنَ بالظُّبا ... فينفُضُها في مُقْلةِ الشمس عِثْيَرا

ولولا النجيعُ المُنْهَمِي في مجالها ... صَبَغْنَ سوادَ الليل بالنَّقْع أَغْبَرا

ومنها:

يضمُّ كريماً منهمُ كلُّ سابغٍ ... فتلمحُ غدراناً تَضَمَّنُ أَبْحُرَا

ومنها:

فقلْ لملوكِ الرومِ أين فِرارُها ... إذا مَلِكُ الإسلامِ في الله شَمَّرَا

وكيف تنال البعضَ من غَمْضَها وقَدْ ... سَرَى رُعْبها فيها سنينَ وأَشهُرَا

ومنها في صفة القلم والرمح:

سَطَوْتَ بعسَّالَيْنِ في كلِّ مُشْكِل ... أَرَتْنا صفاءَ العيش لما تكدَّرا

يراعانِ هذا يملأُ الطرسَ حكمةً ... وذاك يُذيقُ الحتف ليثاً غَضَنْفَرا

وإنْ ظَمَأٌ أضناهما يَرِدَا على ... نفوس العِدَا من غير إذنٍ ويَصْدُرَا

فيشربُ هذا أسودَ الليلِ حالكاً ... ويشرب هذا قانىءَ الدَّمِ أَحْمَرا

وله من أخرى:

لعلّ نسيمَ الروضِ من خَلَلِ الزَّهْرِ ... يصافِحُنِي بين الخميلة والنَّهْرِ

فقد شابَ زنجيُّ الدجى حين أشْرَقَتْ ... على عَنْبرِ الظلماءِ كافورةُ الفَجْرِ

وسال نَدَى مُزْنٍ على أُقْحُوَانةٍ ... كما جال رِيقٌ من حَبيبٍ على ثَغْر

وما لاحَ دُرٌّ فوق وَشْيٍ وإنما ... ترقرقَ دمعُ الطلِّ في مُقَلِ الزهر

وفوق احمرارِ الوردِ رَشْحٌ كأنما ... متونُ الخدودِ الحمر طُرِّزْنَ بالعُذْر

فلله روضٌ لَفَّ أَطرافَ دوْحِه ... مُلاءةُ نُورٍ حاكها راقمُ القطر

وسندسُ نبتٍ تحت زهرٍ كأنه ... جناحُ ظلامِ الليل كُلِّلَ بالزهر

وأوراقُ آسٍ زعزعَتْ من غصونها ... قدودُ حسانٍ مِسْنَ في حُلَلٍ خُضْرِ

شَموليَّةُ الأَمواهِ معلولةُ الصبا ... غُلاَميّةُ الأعطاف مِسْكيةُ النَّشْرِ

مذانبها زُرْقُ النطافِ كأنما ... معاطِفُهُنَّ الرُّعْشُ يُهْزَزْنَ من سكر

يجولُ شعاعَ الشمس فوق صِقالِها ... كما جالَ إفرندُ اليمانيَّة البُتْرِ

ولما مَرَرْنا بالرسومِ التي بَدَتْ ... كما سالَ ماءٌ في سِجِلٍ على سَطْرِ

تَنَسَّمْتُ رَيَّا زهرةٍ فوق نُضْرَةٍ ... فقلت خَلُوقٌ في حُليٍ على نَحْرِ

ولاحت ذُكاءٌ في جناحَيْ غمامةٍ ... فقلت سليمى ضُمِّنَتْ كِلَّتَيْ خِدْرِ

وَدَارَ بغُصْنٍ نرجسٌ فكأَنه ... لجينٌ وتبرٌ في نطاقٍ على خَصْر

ومنها:

وأعلنتُ أشواقي وناحتْ حمامةٌ ... فلم أَدر حقّاً أيُّنا العاشقُ العُذْري

ومنها:

لأدَّرِعَنَّ الليلَ نحو خيامها ... على ظهرِ خوَّار العنانين مُزْوَرِّ

بوهْنٍ كأنّ البدر تحتَ جَنَاحهِ ... مُحَيَّا فتاةٍ لاحَ في غَسَق الشَّعْر

وملءُ يميني بحرُ سيفٍ تموَّجَتْ ... مياهُ المنايا بين غَرْبيه والأَثْر

سرى رَوْعُهُ في السلم والحرب مثلما ... سرى ذِكرُ إسماعيلَ في البرِّ والبحر

وله من قصيدة:

يا وردَ خدٍ خالُهُ عنبرُ ... وغِمْدَ جَفْنٍ سيفُهُ أَحْوَرُ

ما خالُك النَّدُّ وماذا الذي ... ضُرِّجَ من وجنتهِ مُجْمَر

لكنه أَسودُ عيني وقد ... فاض من الدمع دمٌ أَحْمَرُ

ما تبعثُ الموتَ يمانِيّةٌ ... وإنما يبعثُهُ المَحْجِرُ

ومنها:

ناشدتك الله قضيبَ النَّقا ... أَمَا بوصلي أَبداً تُثْمِرُ

هِجرانُكَ الليلُ، وما ينجلي ... ووَصلكَ الصبحُ، وما يُسْفِر

<<  <  ج: ص:  >  >>