للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَفَيْضُ الدموعِ على رَسْمِهِ ... يُتَرْجِمُ عن حُرَقِ البائسِ

وعهدي بِغزْلانه رُتَّعاً ... لدى مَلْعَبٍ بالدُّمَى آنسِ

ولي فيهمُ شادنٌ أَهْيَفٌ ... يفوقُ على الغصُن المائسِوقوله:

أصبحتُ ممن كنت مسْتأنساً ... به لخُبْثِ الدهر مُسْتَوْحشاً

ما ينقضي يومٌ ولا ليلةٌ ... إلا بأحوالٍ تُمِضُّ الحَشَا

وقوله:

نَمْ هَنِيئاً فلست أعرفُ غمْضَا ... قد جعلتُ السُّهادَ بعدك فَرْضَا

لستُ ممن يرى سواك بديلاً ... لا ولا يبتغي لعهدك نَقْضَا

لكَ قلبي تملُّكاً فاحتكمْ ... فيه على أنني بحكمك أَرْضَى

وقوله:

بالله يا منتهى سُقْمي وأمراضي ... هل أنتَ راضٍ فإني بالهوى راضِ

لم يبق لي غَرَضٌ فيمن سواكَ فلا ... تعنُفْ على مهجتي يا كلَّ أغراضي

أما تميلُ إلى وَصْلٍ تَسُرُّ بهِ ... فقد مضى العمر في صَدٍ وإعراضِ

الحسن علَّمك التحكيمَ فابقَ على ... وَجْهِ العدالة في التحكيم يا قاضي

وقوله:

عَوَّضوني من رضاهم سَخَطَا ... إذ رأوني بالهوى مُغْتَبِطَا

وسَطَوْا إذ مَلَكوني عَبثاً ... حَبَّذا من جار منهم وسَطا

عَتَبُوا إذ زارني طيفهمُ ... إنما كان منامي غَلَطا

وأرادوا الصبر لما هجروا ... فلعمري كلَّفوني شَطَطَا

وقوله:

جَهْدُ عيني أن لا تذوقَ هُجُوعَا ... وجفوني أن لا تكفَّ دُمُوعَا

ولساني أن لا يزال مُقِرّاً ... أنني لستُ للعهود مُضِيعا

وفؤادي أن لا يُلمَّ به ... الصبْرُ وسقْمي ألا يرومَ نُزُوعَا

ولقد أَوْدَعَ الغرامُ بقلبي ... زفراتٍ أضحى بها مَصْدُوعَا

وإذا أَطْنَبَ العذولُ فقد عا ... هدتُ سمعي أن لا يكون سَمِيعا

وحرامٌ على التلهُّف أن ... يَبْرَحَ أو يَحْرِقَ الحَشَا والضلوعا

وبعيدٌ أن يجمع الله شملي ... بالمسرَّات أو نعودَ جَمِيعا

وقوله:

هنيئاً لعينٍ مُلِّيَتْ منك مَنْظَرَا ... وسَقْياً لأذْنٍ مُتِّعَتْ منك مَسْمَعَا

ولستُ أرى صَفْوَ الحياة وطيبَها ... إلى أن يعود العيش أَوْ يتجمَّعا

وقوله:

وعاذلٍ ضاق به ذَرْعي ... لم أُعْطِهِ البُلْغَةَ من سَمْعِي

أقول لما لجَّ في عذلهِ ... كلَّفْتَني ما ليس في الوُسْعِ

دع مُهْجَتي تحرقها زَفْرَتي ... ومقلتي يُغْرِقها دَمْعي

الحبُّ شَرْعٌ بين أربابهِ ... وما سلوُّ القلب في الشَّرْعِ

وقوله:

ما لقلبي من لوعة البين راقِ ... أتراني أَحْيَى ليوم التلاقي

عَزْمَة لم تَدَعْ لجفنيَ دَمْعَا ... لا ولا في الحَشَا مكانَ اشتياقِ

أطمعوني حتى إذا أَسَروني ... عَذَّبوا مهجتي وشَدُّوا وَثَاقَي

واستلذُّوا الفراق حتى كأنْ لم ... يعلموا أنه مَرِيرُ المَذَاق

ما على ذا عاهدتكمْ فذروا الهجرَ ... ليَرْقَا من دمعيَ المُهْرَاقِ

إن تكونوا حَرّمتمُ الوصل فالجفنُ ... بعيدُ المدى على الانطِباقِ

في سبيل الهوى نفوسٌ أقامتْ ... بعد وشك النَّوَى على الميثاق

لا يَغُرَّنْكم فلست على البينِ ... إذا لم تُبقوا عليَّ بباقِ

وقوله:

خَلِّصوني من يَدَيْ عذلكمُ ... ما أنا أولُ صَبٍ عشقا

قد تسربلتُ بسقمٍ لا شُفِي ... وتَهتّكْتُ بدمعٍ لا رَقَا

إنما لذَّةُ عيشي في الهوى ... لا أبالي بنعيمٍ أو شَقا

ليس يَبْقَى تحت أحكام الهوى ... أبداً إلا محبٌّ صدقا

<<  <  ج: ص:  >  >>