للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحبيبي لو رآه عاذلي ... كان باللوم عليه أَلْيَقَا

حَبَّذَا العيشُ الذي كان صَفَا ... منه والكأسُ الذي كان سَقَى

بَسَطَ الدهرُ إلينا باعَهُ ... لم يزل يَعْبَثُ حتى فَرَّقَا

أنا لا أسلو عن الحِبِّ ولا ... أبتغي من أَسْرِهِ أن أُطْلَقا

أخَذ الدهر لَحْينِي رَمَقِي ... ليته أَبْقَى عليَّ الرَّمَقَا

وقوله:

ما أودعوكَ مع الغرام وَوَدَّعوا ... إلا ليتلفَ قلبُكَ المشتاقُ

قف فاستلمْ أَثَرَ المطيِّ تعَلُّلاً ... إن لم يكن لك نحوهنَّ لحاقُ

وتنحَّ عن دعوى هواك فإنه ... إِن لم تمتْ يوم الفِراق نِفَاقُ

وقوله:

ملك الشوقُ مهجتي ... حبَّذَا من تملَّكا

قد رماني بحبّهِ ... ونَهَاني عن البُكا

إنما راحةُ المحبِّ ... إذا أنّ أَو شَكا

ما أَرى للسُّلُوِّ عنه ... وإن جارَ مَسْلَكا

وقوله:

يا كاتمَ الحُبِّ والأجفانُ تَهْتِكُهُ ... وطالبَ العِتْق والأشواقُ تملكُهُ

شرط المحبَّة أن لا يشتكي مَلَلاً ... من قد رأَى أَنّ فَرْطَ الحب يُهْلِكهُ

والصبرُ تحت مذلاّتِ الهوى أَبداً ... عزٌّ فما منصفٌ في الحب يَتْرُكه

دَم المحبِّ بأيدي الحِبِّ مبتذَلٌ ... إن شاءَ يمنعهُ أو شاءَ يَسْفِكهُ

من كان في شَرَكِ الأشواق مُرْتَهَناً ... كانت له عُلَقٌ لا بدّ تُمْسِكُهُ

وقوله:

أيَّ طريق أَسْلُكُ ... وَأَيَّ قلْبٍ أَملك

وَأَيَّ صبرٍ أَبتغي ... وهو بكُمْ مُستهلَكُ

أَدارني حبّكمُ ... كما يدُور الفلكُ

أَأَنْثَنِي وكلُّ عضوٍ ... فيه منكمْ شَرَكُ

أَخلصتُ فيكم باطناً ... فيه هَوىً لا يُدْرَكُ

جَلَّ فما في صَفْوِه ... شَوْبٌ ولا مُشتَرَكُ

ولاؤكم لي مَذْهَبٌ ... وذكركمْ لي نُسُكُ

ومهجتي مملوكةٌ ... يا حبذا المملَّكُ

وإنْ أَردتمْ فاحقِنوا ... وإن أَردتم فاسفكوا

ما أَنتمُ ممن يُخَلَّى ... حُبُّهُ ويُتْرَكُ

وقوله:

يا دارُ هل تجدين وجد الشاكي ... أَمْ تعطفين على بُكاءِ الباكي

لا تُنْكري سَقَمي فما حَكَم البَلاَ ... في مُهجتي إلاّ لأجل بِلاكِ

أَصبحتِ داثِرَة الجَنَابِ وطالما ... طابَ الهوَى وغَنِيتُ في مَغْناكِ

أَمحلَّ إطرابي بعيشكِ عاودي ... لوْلاكِ ما كان الجوى لوْلاكِ

ما قصَّرَتْ نَوْحاً حماماتُ اللِّوَى ... مُذ غاب عن قُمْرِيِّها قَمَرَاكِ

وقوله:

إني لأعجب من صُدو ... دكِ وانعطافكِ في خيالكْ

يا ليت ذاك مكان ذا ... عندي وذا بمكان ذلكْ

لأكون مشتملاً على ... وَجْهِ الحقيقة من وِصالك

وقوله:

أَنْعموا لي بالوصالِ ... وارحموا رقَّةَ حالي

لا تذيبوا مهجتي ... بَيْنَ التجنِّي والدلالِ

ليس عندي في هواكمْ ... قد بَدَا لي قد بَدَا لي

إنما قصدي رضاكمْ ... قد حَلا لي قد حَلا لي

فإِن اخترتم عذابي ... لا أُبالي لا أُبالي

وقوله:

هجَروا مخافة أن يُمَلُّوا ... ظَنُّوا صوابهمُ فَزَلُّوا

أَوَ لَيْسَ هُمْ روحي فكيف ... أَمِيلُ عنهمُ حيث حَلّوا

لم يجهلوا تحريمَ قتلي ... في الهوى فبمَ استحلُّوا

لكنهمْ علموا بفرْ ... طِ محبتي لهمُ فَدَلُّوا

وتعزَّزوا بالحبِّ فاطَّ ... رحوا محلّي فاستدلُّوا

لم يبقَ من رمَقي لهج ... رِ أَحبّتي إلاّ الأقلُّ

لله ما تركوه من ... جسمي سليماً أو أَعَلُّوا

وقوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>