للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكم للكَرَى من مِنّةٍ قَبْلَ هذه ... أَضاءَ بها وجهُ الدجى وهو أَسْحَمُ

وما شِيَمُ الأيَّامِ أن تَمْنَحَ المُنَى ... ويبسمَ منها الكالحُ المُتَجَهِّمُ

ولكن رَأَتْ نُعْمَآ شَهِنشاهَ في الوَرى ... فقد أَصبَحَتْ من جُودِهِ تَتَعَلَّمُ

ومنها:

إذا كُسِفَتْ شمسُ النهار فإنها ... لخجلتها من نُورِهِ تَتَلَثَّمُ

وما أَطْلَعَ الأُفْقُ النجومَ لريبةٍ ... ولكنه عُجْباً بها يتبسَّمُ

وليس صَليلُ البيضِ إِلاّ لأنَّهُ ... بِنُصْرَتِه يومَ الوَغى يترنَّمُ

وما غَرَّدَ ابنُ الأَيْكِ إِلا بمَدْحِه ... لو انَّ غِنَاءَ ابنِ الأَراكةِ يُفْهَمُ

وله يهنىء أفضلهم بخلعة:

شَرَفاً فقد أَدْرَكْتَ قاصيةَ العُلاَ ... ورَدَدْتَ غَرْب النائبات مُفلَّلا

هَمَّ الزمانُ على الورَى بجنايةٍ ... فأَنَابَ قبلَ وُقوعها وتَنَصَّلا

فلو استطاعَ النطقَ أصبحَ سائلاً ... في الإذْنِ أن يَطَأَ البساطَ مُقَبِّلا

الله أكرَمُ أن يُضَيِّعَ دوْلةً ... عنها فلم يَعْرِفْ إليها مَدْخَلا

سَدَّتْ أياديك الطريقَ عن الرَّدَى ... عنها فلم يَعْرِفْ إليها مَدْخَلا

ولقد رآك الله أَسْنَى خَلْقِهِ ... فَضْلاً وقَدَّرَ أن تُسَمَّى الأفْضَلا

آتاكَ ما لم يُؤْتِ خَلْقاً مِثْلَهُ ... وحَباك من غُرَرِ الليالي مُجْزِلا

خِلَعٌ خَلَعْنَ من العُداة قلوبَهُمْ ... وملأنَ بالإشراق أبْصَارَ المَلاَ

لما برزتَ بها بَهَرْتَ فلم يُطِقْ ... طَرْفٌ إليكَ من الشعاعِ

غَضَّيتْ وقد نَظَرَتْكَ من أجْفانِها ... شمسُ الضُّحَى فبِوَاجِبٍ أن تَخْجَلا

وبَدا عليك التاجُ نُظِّمَ دُرُّهُ ... فطلعتَ بدراً بالنجومِ مُكلَّلاَ

وله

أَطاع أَمرَكَ في أعدائكَ القَدَرُ ... ولا دَنَتْ أبداً من مُلْكِكَ الغِيَرُ

أَيَّامُكَ الغُرُّ مصقولٌ عوارِضُها ... كأنَّ آصالَهَا من رِقَّةٍ بُكَرُ

أَخْمَلْتَ ذكْرَ ملوكٍ كنتَ خاتمَهُمْ ... وأَنجُمُ الليلِ في الإِصباحِ تَسْتَتِرُ

أيْنَ الذي أنْتَ مُبْدِيه مُعَايَنَةً ... من الفضائلِ مما تنقلُ السِّيَرُ

وما يدانيكَ في العلياءِ من أَحَدٍ ... هيهاتَ لاَ يسْتَوِي التحْجِيلُ والغُرَرُ

بعضُ الوَرَى أنْتَ لكنْ فُقْتَهُمْ شَرَفاً ... إِنّ الحجارة منها الدُّرُّ والمَدَرُ

لله عَزْمُكَ ما أَمْضَى مَضَارِبَهُ ... حيث الصوالجُ بيضٌ والطُّلاًَ أُكَر

ظَنُّوا حُسَامَكَ سيفاً في يَدَي مَلِكٍ ... فعايَنوا مَلَكاً في كَفِّهِ قَدَرُ

منها:

لم تجتمع يدهُ والسيف يومَ وَغىً ... إلا تفرّقتِ الأجسامُ والقَصَرُ

بَثَّ اللهَا راغباً في الحمد يُحْرِزُهُ ... فالمدحُ مُحْتَقَبٌ، والمالُ مُحْتَقَر

يَرْضَى وقد غَضِبَتْ بيضُ السيوفِ له ... فيوسعُ الذنبَ عفواً حين يقتدر

تخالُ راحتَه والمشرفيّ بها ... سحابةً ظلَّ فيها البرقُ يَسْتَعِرُ

يَلْقَى الكتائبَ فَرْداً وهْو مُبْتَسِمٌ ... ويبذلُ الأرْضَ رِفْداً وهْو مُحْتَقِر

وله

سرَى واصلاً طيفُ الكرَى بعد ما صَدَّا ... فهل خَطَأً أَهدى الزيارةَ أَمْ عَمْدَا

ولما أَتَى عُطْلاً من الدُّرِّ جيدُهُ ... نَظَمْتُ دموعي فوقَ لَبَّاتِهِ عِقْدَا

من مديحها:

سلِ الليلَ عنه كلَّ يومِ كريهةٍ ... يُخَبِّرْكَ عن أَمْضاهُما في الوَرَى حَدَّا

أَبانَتْ له طُرْقَ المكارمِ نَفْسُهُ ... بغيرِ دليلٍ والمكارمُ لا تُهْدَى

ومذ صارَ للإسلامِ سيفاً وللظُّبَا ... إليه انتسابٌ غادَرَتْ معه الْهِنْدَا

<<  <  ج: ص:  >  >>