للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأَضحى نَدَى كفَّيْك للنيلِ ثانياً ... وقد عَهِدْتُه أَرْضُ مِصْرَ بها فَرْدَا

ولو قاسَ بين اللجّتين مُحَقِّقٌ ... رأَى البحرَ في تَيَّاره وَشَلاً ثَمْدَ

وله من قصيدة في مدح أبي محمد بن أبي أسامة:

لعلَّ سَنا البارقِ المُنْجِدِ ... يُخَبِّرُ عن ساكني ثَهْمَدِ

ويا حبذا خَطْرَةٌ للنسيم ... تُجَدِّدُ من لوعةِ المُكْمَد

وفي ذلك الحيِّ خُمْصَانةٌ ... لها عُنُقُ الشادنِ الأَغْيَدِ

تَتيهُ بغُرَّةِ بدرِ التمامِ ... وسالفةِ الرَّشَإِ الأغْيَدِ

وتُلْحِفُ عِطْفَ قضيبِ الأَراكِ ... رداءًا من الأَسْحَمِ الأَجْعَدِ

أَعاذلُ أنحيتِ لوماً عليَّ ... يروحُ بعذٍلِكِ أو يَغْتَدِي

تلومُ زماني على صَمْتِهِ ... وصوتيَ من ضَرْبِه المُعْمَدِ

ففضليَ يبكي على نَفْسِهِ ... بكاءَ لبيدٍ على أَرْبَدِ

ولو كان حَظِّيَ لونَ الشباب ... لما حالَ عن صِبْغِهِ الأَسْوَد

فلا تأيسنَّ لمَطْلِ الزمانِ ... فإنِّيَ منه على مَوْعِد

ولا تشكُ دَهْرَكَ إلا إليكَ ... فما في البَرِيَّةِ مِنْ مُسْعِد

ولا تغتررْ بعطايا اللئامِ ... فقد ينضحُ الماءُ من جَلْمَدِ

ومن نثره مما يدل حسنه على رونق فرنده وأثره، ما التقطته من ترسلٍ صنفه أبواباً، وألفه اقتضاباً.

له تهنئة بولاية: من هنىء بمنزلةٍ يرتقيها، أو مرتبةٍ يعتليها، فالخدمُ تهنىء بالحضرة لما يكسوها من جميل السيرة، والإنصاف الذي يتعادل فيه الجهر والسريرة، فخلد الله ملك المجلس العالي المالكي وثبت أيامه، ونصر أعلامه فإنه منظورٌ فيها بناظر البصيرة التي تمده القوة الفلكية سلك بتقديمها نهج السعادة الذي توضحه المادة الإلهية، فأصاب الضريبة، ووقع العقد في التربية، وأرهف الحسام القاطع، وأضرم الشهاب الساطع.

ومن أخرى: الخدم أطال الله بقاء الحضرة السامية تتشرف بمن يليها، والمنازل تسمو بمن يكون فيها، إذ كان غيرها يرقى إلى المآثر والمآثر إليها ترتقي، وينجح بيسير المفاخر وهي لديها تجتمع وتلتقي.

ومن أخرى: هذا فجرٌ يتلوه الصباح المسفر، ووسميٌّ يتبعه العارض المثعنجر.

ومن تهنئئته بقضاء: الحمد لله الذي طرز بمحاسن أيامها أردان الإسلام، وجعلها تاجاً على مفرق الأحكام، النظر السلطاني أصاب منها الغرض، وتناول الجوهر وترك العرض.

من تهنئة بالعافية إلى السلطان: الحمد لله الذي أقر القلوب بعد وجيبها، وأضحك الأيام بعد قطوبها، وقوى المنن بعد انخزالها، وشد عرى الإسلام بعد انحلالها، بما أتاحه من البر الذي أقر عيون الأولياء، وأكمد قلوب الأعداء، وأصبحت الدنيا متحليةً بعقودها، مائسةً في برودها، باسمةً عن المضحك الأنيق، لاجئةً إلى الركن الوثيق، وغدا الدين عزيز الجانب، رفيع المناكب محمي الكواكب، فمملوك الدولة أحق الأولياء بأن يستفزه الجذل ويستطيره، وتتضاعف مسرته بهذه المنحة الخطيرة، إذ هو بيمنها مشمولٌ، وعلى موالاتها مجبول، وقد جذبت بباعه من الحضيض الأوهد، وسمقت به إلى المحل الأمجد، فهو يتازر بإنعامها ويرتدي، ويروح إلى إحسانها ويغتدي.

الحمد لله الذي أبقى المجلس السامي شهاباً لا يخبو في اللأواء ثاقبه، وحساماً لا تنبو عن الأعداء مضاربه، وركناً تلوذ به الأمم، وسحاباً يهطل بأنواء الكرم.

ومن تهنئة بالبرء إلى صديق:

<<  <  ج: ص:  >  >>