حكتِ الأعلام منه مُذالاً ... تتهاداه بنان الرياح
كلما أرسلْتُه فوق متْني ... نازعَتْنيه صدور الرماح
أفصحَتْ في شُكره وهي خُرْس ... عجباً منها لخُرسٍ فِصاح
منَح من مَلِكٍ ليس يفْنى ... بحرُ جدواه على الامتياح
يملأ المِغفَرَ والتاج منه ... قمر الدّسْتِ وليث الكفاح
من ملوكٍ ملكوا الناس قِدْماً ... واسترقوا كل حي لِقاح
كلّما اقتيدَ لهم واستُقيلوا ... غمَدوا في الصّفح بيض الصفاح
دام في عمرٍ مديدٍ وعيشٍ ... خضِلِ الأكناف زاهي النّواحي
وقوله:
قل لذي الوجه المليحِ ... ولذي الفعلِ القبيحِ
وشبهِ القمر الطا ... لعِ والغصنِ المروح
نمْ خليّاً ودعِ التّس ... هيدَ للصبّ القريح
يا عليلَ الجفنِ علّلْ ... بجَنى ريقِكَ روحي
جد بوصلٍ منكَ أو مو ... تٍ من الصدّ مُريح
الخاء وقوله في جواب أبي عبد الله بن بشير الشاعر التنوخي عن قطعة كتبها إليه في الوزن والروي:
غير مجدٍ ملام غيرِ مُصيخ ... ومُمِضّ الكلام كالتوبيخِ
أنتَ في اللوم لي كمن لقي النا ... ر بريح وقال يا نار بوخي
أنا مالي وللهَياج وقرْع ال ... بطلِ الستميت في اليافوخ
بين أسْدٍ جروا الأساوِدَ واستغ ... شوا الى الطعن ما نضَتْ من سلوخ
قم خليلي فأنت أنبَل من عو ... شِرَ في مذهب المجون وأوخي
قم نُدِرْها سُلافة حُبِستْ من ... قبلِ شيثٍ في الدّنّ أو أخنوخ
فهي معلومة المناسبِ في أك ... رم عِرقٍ مجهولة في التاريخ
بنت كرْمٍ تحبو الشّباب شباباً ... وتُريك الشّيوخَ غيرَ شيوخ
فاسقنيه صفراءَ كالشمس أو حم ... راءَ صهباءَ فهي كالمريخ
في ذرى من يستجبِن الليثَ إن هي ... جَ ويستبْخِل الحيا إن سوخي
قلت لما سرتْ الى المُدلجِ السّا ... ري عطاياه والمقيمِ المُنيخ
أين ثمْدٌ من غامرٍ ونضوبٌ ... من جموم وراشحٌ من نضوخ
دام كهفَ العاني الطريد وغيث الر ... رائِد المقتفي وغوثَ الصّريخ
في ارتقاءٍ في عزّة وتمادٍ ... وثبوت في ملكه ورسوخ
الدال وقوله من تهنئة بمولود اسمه يحيى:
وأفضلُ الأيام يوم غدا ... لمثْلِ يحْيى المُرتضى مولدا
أعز مأمول الجَدا حاز عن ... أغرّ نائي العيب داني الجدا
يلوح في المهد على وجهه ... تجهُّم البأس وبِشرُ النّدى
فخِلتُ منه الليثَ والغيثَ ذا ... يرهَب غضبانَ وذا يُجتدى
وكوكب الحسن الذي لا يني ... يضيء وجه السُرى الأرْبَدا
والشمس والبدر إذا استجمعا ... لم يلْبَثا أن يلِدا فرْقَدا
فابقَ له حتى ترى نجلَه ... وإن عرا خطب فنحن الفدا
وقوله في الشّمعة:
وناحلةٍ صفراءَ لم تدْرِ ما الهوى ... فتبكي لهجرٍ أو لطولِ بِعاد
حكتني نُحولاً واصفراراً وحُرقة ... وفيضَ دموع واتصالَ سهاد
وقوله في استزارة صديق:
بمعاليكَ وجدّكْ ... جُدْ بلُقياك لعبدك
حضر الكلّ ولكن ... لم يطِبْ شيء لفقْدِك
وقوله:
وورد عبق أهدَيْ ... تَه غضاً الى عبدك
فلم أدرِ ومن أنقذ ... ني بالوصل من صدّك
أذاكَ الورد من خد ... دكَ أم خدّك من ورْدك
وقوله:
لا تتركَن يوماً صفا ... لك فيه طيب العيشِ للغَدْ
وانعم بها ورديةً ... من كفِّ ذي خدّ مورّد